ثم إني..
أخوض حروبا ضارية كل ليلة..
لأجمع شظايا حطامي، وأواصل السفر إلى اللا شيء..
ثم أمسح دموعي ببطء وأخرج إلى العالم..
لا يهم كم الجراحات هنا..
لا يهم كم المدعين بالخلف..
أولئك الذين اتكأت عليهم يوما بكل وجعي، فخيبوا ظني..
وتركوني فريسة للسقوط المميت..
وكأن السقوط قدر، كان لابد له أن يساق إليَّ أو أساق إليه..
وإن الأقدار لتأتي، ولو كان بيننا وبينها أمد بعيد..
لا يهم كم من هزائم بين ضلوعي..
تلك التي منيت بها على أيدي من راهنت بكل إيماني على مؤازرتهم لي..
فزالت الغشاوة عن قلبي حينما خسرت الرهان..
ولم أحسب يوما أن المرء قد يغير قناعته، لا لكفره بما آمن به بقدر ما يكون صنيع غيره أقبح من ردته..
لكنني لا أملك إلا أن أحتال على وجعي..
بتلك الضحكة الباكية..
وكان الأمر لا يعنيني..
وكأنني صرت شخصا آخر..
لم يذق-قط-طعم الحزن..
أحدثهم عن السعادة..
عن الدفء..
عن السنابل الملأى، ومواسم الحصاد..
عن الزهور الرقيقة..
وكل ما بداخلي ذبول..
وأعلم أن المساء التالي حينما يأتي..
سأعود إلى العدم..
مثقلا، متعبا، مزلزلا..
مهزوما..
لا يهم..
أخيط هذي الجراحات بصبري البالي..
وأنطوي مكسورا على ظلي المرتعش..
أمسك بيدي طبشورا صغيرا..
أرسم على الجدران وجها قديما، كالعادة..
لا أخاله أنا..
ربما كان حلمي الصغير قبل أن يُسحق بلا رحمة..
أسبر أغوار ألمي..
لأرى إن كان لايزال بكامل سطوته، كما تركته بالأمس..
أم أن أحدهم قد عبث به..
فسطا على شيء منه..
أذهب بعيدا جدا..
إلى القاع..
الحزن والوهم في خندق واحد..
وأعود مطمئنا..
أن ذلك الإرث المعتق باق..
كيف له أن يمضي، وقد أقسم..
إما الموت..
أو الموت..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..