لا تَمُتْ بعض الأماني تشتهينا
لا تَمُتْ إنَّا من الحُبِّ ابْتُلينا
يا زمان الوصل عُدْ حيث ابتدأنا
وامْلأ الأيام فرْحاً يحتوينا
خُذْ بأحلام الصبا حتى نراهُ
يَحْصُد الإيمان رغم الحاقدينا
وازرع العشق سلاماً وحنيناً
في ضلوع السائرين العاشقينا
ومن الليل اغْزل الأشعار طوقاً
من ورود الحالمين المُغرمينا
قد يَهابُ الحبَّ قلبٌ ما تهنَّى
ما رأى غير دموع المشتكينا
فتلمَّسْ كلَّ صدرٍ وتعالَ
اليوم نُسْعِدْ من قلوب الحائرينا
واطْبع التِّفاح في خَدٍ تدلَّى
كعناقيدٍ تنادي القاطفينا
تُبْرِمُ الليلة عهداً لحبيبٍ
كم تعنَّى من عهود الغادرينا
هل يعود النهر يجري في رِوَاقٍ
خَرِبَ الأغصان يُحْيِ الميتينا
ويعود الطير يجني من ثماري
ويُغنِّي في رحاب المنشدينا
آهِ لو ذُقت حلاها بمساءٍ
يَسْكُبُ الخمر بثغر الضاحكينا
يُشعلُ النار بقلبٍ ثم يَحْنو
يُطفئُ الشوق بِحُضْن الثائرينا
وعلى أنغام بدرٍ لي تلالا
يُسْكِن القبلة تعلو ذا الجبينا
ويُعيد الحلمَ غَضْاً لضلوعٍ
كم تَلوَّتْ في ليالي الساهرينا
هات لي يا عُمْرُ عُمْراً فوق عمري
بُثَّ روح الحُبِّ بين الناعسينا
وانْثر الأفراح عِطراً وتشهَّى
بعفاف العابدين الذاكرينا
فأنا اليوم شبابي مُبتداهُ
والطيورُ الخضر خيرُ الشاهدينا