لست عابرة قلوب تتقفى ملامح الأطياف المتناثرة على مسطبة النهايات، لستُ بطلة مشاهد رمادية تتدثر بغيمات غارقة في جفون سحابة يتيمة باكية …
ولا لاجئة ضلّت سبيل الحكايات المهترئة، و اشتهت العودة إلى مهب الريح كي تضاجع عواصف النأي و تُخاتل أعاصير الشوق المؤجل ، فتظل على قيد الميثاق .
لستُ تلك الأنثى الجبانة التي تتفقد حفنة عشق في ملامح المارّة الذين يتأبطون الأقنعة القذرة .
لستُ إلا شاعرة صدأ مدادها ، فنسجت بأظافرها أساطير عبثٍ كي يخلد اسمها على أسوار قلعة بائسة مهجورة ،
لستُ إلا ناسكة حرف تبرّأ من النقاط و الفواصل ،كسر أصفاد الفتنة و اعتنق ملّة الغواية ،عاشقة متهجدة تُرتل الأشعار المبحوحة ،تقطعت أنفاسها و هي تتمايل على إيقاع ناي يطربُ الصخر ،يوقض الفجر المُتقد ،يغتسل كل ليلة في واحة الهجر ..
يلوح بسياط عشق يغفو على صدر النسيان المرير حيث يقبل ثغر الأحلام النيئة، و يحتضن تمتمات فصل خان خريف العمر و رحل …