بين محطات انتظار الضوء
كان يجثو في سكون
يرتب حقائب الصمت الصدئ
وفوق أرصفة الظلام ..
.. يستحيل همهمة
تعلو لدرجات الصراخ
وعلى جُدُر المسافة يحفر الحلم الأخير
يخبئ فتات الأمل عن عين الصقور
فمذ ضبطوه يحمل في طيات عمره بعض الأمنيات
قيدوه بألف سلسلة
وفي جحيم التيه علقوه
وفي مسقط العتم ألقوا بقلبه
بعدما بالمٌر قد غسّلوه
مازال ينبش في ركام الليل الموشى بالجنون
عن نجم يطل بين فجاج موتته الأخيرة
عن زهرة كان يخبئها في قميصه من عهد الندى
يتساءل عن لون الأزرق كيف اختفى
كيف استقال البحر من عين المدى
ومتى صار للأحلام سماسرة
آهٍ من ذاكرة الريح
وتاريخ العدم على قارعة القبح يدندن
فاسدة كل محابركم
في قدر يغلي بسم الغدر
طبختم أوطانكم
ووزعتوها أرغفة لجياع لا تشبع
قضمت أكباد طفولتكم كي تضحك
شربت كأس نفطكم الأغبر
ومازالت لم تشبع
نصبت سوق نخاسة وباعتكم
زايدت على بكارة فجر آتٍ من خلف العتم
وتباهت بالتاج الأسود
آهٍ يا أشرعة الحلم الغارق قهراً
كيف لقراصنة النار أن تختال على شط النور
أن تنثر كل الملح المجتر بأسنان السم
في وجه الشمس وتهرب
فاسدة كل محابركم
وهوامش دفتركم تكشف زيفكم المأفون
تفشي صفقات الغدر مع مسخ مسعور
يبتلع جماجمكم
وأبدا..لن يشبع !!