الرِّباطُ الإِقامَةُ في الثُّغُورِ بِنِيَّةِ الاِسْتِعْدادِ لِلْجِهادِ.
الرِّباطُ أَساسُ الـجِهادِ وقِوامُهُ، وهو الإِقامَةُ في الثُّغُورِ ومُلازَمَتُها، والثُّغُورُ: الأَماكِنُ التي يُخْشَى فيها مِن أَعْداءِ الإِسْلامِ، كَالحُدودِ الفَاصِلَةِ بين دَوْلَةٍ مُسْلِمَةٍ ودَوْلَةٍ كافِرَةٍ. والـمُرابِطُ: هو الـمُقِيمُ فيها بِنِيَّةِ الاِسْتِعْدادِ لِلْجِهادِ، وحِفْظِ ثُغُورِ الإِسْلامِ وصِيانَتِها، والدِّفاعِ عن إِخْوانِهِ الـمُسْلِمِينَ، وعن حُرُماتِهِم.
حدثنا أحمد بن النضر العسكري ثنا سعيد بن حفص النفيلي ثنا موسى بن أعين بن شهاب عن فطر بن خليفة عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكاً ورحمة ثم يكون إمارة ورحمة ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان. وهو حديث صحيح كما قال الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
ويرجع أول ذكر عسقلان في التاريخ إلى نص فرعوني يعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد .
أما غزة : فهي مدينة عريقة أيضا ، وقد تغير اسمها بتغير الأمم التي توالت عليها ، فأطلق عليها الكنعانيون ” هزاتي ” والمصريون الفراعنة ” غازاتو ” و “غاداتو ” والعبرانيون ” عزة ” والآشوريون ” عزاتي ” . أما العرب فقد أطلقوا عليها ” حمراء اليمن ” و ” غزة ” أو ” غزة هاشم ” .
وتقع مدينتا غزة وعسقلان جنوب فلسطين ، وتقع غزة جنوب غرب عسقلان ، وكانت غزة منذ الفتح الإسلامي حتى الغزو الصليبي تابعة لعسقلان ، وعرفت بــــ ” غزة عسقلان ” وبين عسقلان وغزة أربعة فراسخ ( حوالي 21 كم ) ، وبين غزة ويافا 80 كم ، وبين يافا وعسقلان 56 كم ، ويفصل غزة وعسقلان عن بيت المقدس بلدة ” بيت جبرين ” وهي تبعد عن غزة أقل من مرحلتين ، وبين بيت جبرين وعسقلان 32 كم .
انظر : “الحياة العلمية في غزة وعسقلان منذ بداية العصر العباسي حتى الغزو الصليبي” (ص2-5) د/ زهير عبد الله سعيد أبو رحمة .
فيتبين مما تقدم إلى أن غزة قريبة جدا من عسقلان ، وقد كانت غزة تابعة لها منذ الفتح الإسلامي حتى الغزو الصليبي ، ولذلك ذكر العلماء أن الإمام الشافعي رحمه الله ولد بغزة ، وقيل بعسقلان ، قال النووي رحمه الله في “المجموع” (1/ 8):
” الْمَشْهُورُ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ أَنَّ الشَّافِعِيَّ وُلِدَ بِغَزَّةَ ، وَقِيلَ بِعَسْقَلَانَ ، وَهُمَا مِنْ الْأَرَاضِي الْمُقَدَّسَةِ الَّتِي بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ، فَإِنَّهُمَا عَلَى نَحْوِ مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ” انتهى
الخلاصة من الإعجاز النبوى ان افضل رباط عسقلان ، وغزة هى غزة عسقلان ، وبمفهوم المخالفة اسواء فرار يوم الزحف هو فرار العرب من الدفاع عن غزة