وبعد..
وإن الغصن الذي فارق الشجرة..
ما عاد إلا ليجتث باقيها..
وإني،،،
قد سامحته في الرحيل..
لئلا يكون بيننا بعد الفراق عتاب..
لكن..
لا أعرف من أين اكتسب هذه القساوة كلها..
ليصير فأسا..
وكيف أسامح هذه المرة في القصاص؟!..
كيف أستقبل الغد بدمي النازف، بلا وزر؟!..
وما عذر العائد من الإثم، ليقترف ذنبا أقبح مما اجتنى؟!..
وأشد إيلاما..
أيها الموغل في وحشة النكران..
الملطخ بالمسافات، لايعنيه كم تموت الأقدام تعبا..
كم تمشي مرغمة على الجمر الذي تركته خلفك..
وأنت على الظن الآثم، أنك سقيت دروبها ماء ورد..
أيها المولع بالغياب، لايثنيه كم أخلف الكمد..
وكم من نار تستعر في الروح..
والجذوة بيد لاهٍ لا يكترث..
ألا تخبرني..
ما حال من ظن بك طهر الملائكة..
وصدق الأنبياء؟!..
فعدت، وفي كفيك ألف شيطان..
لمثل هذا البائس..
صمتت المآذن خجلا، واعتذر في حضرة احتراقه الفجر..
فبأي حق يستباح الصبح؟!..
وفي الضلوع يرقد الظلام..
يعشش الخوف..
ويبشر المجهول..
برصاصة أخرى..
لا تمنح خلاصا..
لم يعد يدري، من أي جهة تصيب..
وإني لآلف الوجع، حينما يأتي من غريب..
لا ذمة بيننا ولا نسب..
ولكن..
كيف أقنع القلب بكل هذه الجحافل..
ولم تأتِ يوما من سواك؟!..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..