ممارسات حكومة التطرف الإسرائيلية تتواصل بشكل غير مسبوق وما تشهده محافظات قطاع غزة الخمسة من جرائم إبادة جماعية ومجاعة حيث يتم حرمان المواطنين من استخدام المياه من خلال ضربها لمحطات تحلية المياه وقصفها خزانات حفظ المياه ولم تسمح بدخول المواد الغذائية والوقود وتعيش محافظات غزة في ظل ظلام دامس وما تلك اللغة الفاشية الصادرة عن أحد أعضاء الحكومة الإسرائيلية التي دعا خلالها لقصف قطاع غزة بقنبلة ذرية سوى تغطية على جرائم الاحتلال الفعلية التي فاقت بكثير تأثيرات القنبلة الذرية وما يحدث في غزة هو زلازل من صنع جيش الاحتلال الإسرائيلي وان هذا الجنون وهستيريا الحرب الهالكة والإبادة الجماعية المنظمة تكشف عن مستوى التطرف والتعصب الذي يتغلغل في مستويات السلطة في إسرائيل وحجم انتقامها من أهلنا وشعبنا في قطاع غزة .
الأسبوع الماضي استهدفت وتعمدت أركان جيش الاحتلال قصف خريجي الجامعات من حملة الشهادات العليا من أطباء ومهندسين ومحامين وهم امنين في منازل مما يؤكد هدف حكومة الاحتلال سحق قطاع غزة وإبادة أي من مظاهر التطور وتركه يغرق في مواجهة مصيره المجهول بعد كل هذا الدمار والهلاك الذي خلفته الحرب الإسرائيلية ليصبح أهم احتياجات الناس البحث عن شربه ماء ورغيف خبز تلك هي العقلية الإسرائيلية التي دمرت كل مظاهر الحياة .
حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمجازر الجماعية والتدمير والنزوح القسري للمواطنين يستمر فيما يشبه دوامة الموت التي تحيط بهم من كل جهة، حيث يعيش أبناء شعبنا الفلسطيني تفاصيل النكبة الجديدة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في ظل حرب الاحتلال التجويعية والتعطيشية والحرمان من الماء والكهرباء والدواء والعديد من الاحتياجات الإنسانية الأساسية .
وتستمر أيضا انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال وميليشيات المستعمرين المسلحة في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية التي تخلف المزيد من الشهداء الذين بلغ عددهم منذ بداية هذه الحرب حتى الآن 163 شهيدا، بالإضافة لمئات الجرحى والمصابين، حيث تتعمق حلقات نظام الفصل العنصري (الابرتهايد) والتي تحرم المواطن الفلسطيني من حقوقه الشرعية وتمنح كامل الحقوق والحماية لغلاة المستعمرين لاستباحة الأراضي الفلسطينية بحماية جيش الاحتلال .
في ظل وجود حكومة تتبنى مثل هذه الأوهام الأيديولوجية والكراهية المتأصلة، فليس من المستغرب أن نشهد مجازر مروعة ترتكب كل يوم بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، وأن الأمر لا يقتصر على اعتراف الوزير الإسرائيلي بامتلاك بلاده سلاحاً نووياً، وهو السرّ المكشوف الذي يتعارض مع القانون الدولي بشكل صارخ، بل تكشف هذه التصريحات أيضاً عن النظرة العنصرية، والنوايا الخطيرة لدى بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين يدعون لاستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد الفلسطينيين كخيار استراتيجي ويحرضون على ارتكاب المزيد من جرائم الحرب .
نستغرب استمرار استخفاف مجلس الأمن الدولي واستهانته بالممارسات والتصريحات الإسرائيلية المتطرفة وما يخفيها من نوايا إجرامية وأن التهديد باستخدام السلاح النووي يشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين، وعلى مجلس الأمن التعامل مع هذا الأمر بكل جدية ولا بد من العمل على تحمل المجتمع الدولي لمسؤوليته ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، ومحاسبة إسرائيل على كافة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها وأن السماح لهذه الحرب الظالمة بالاستمرار ولو ليوم واحد آخر سوف يزرع بذور الكراهية والتطرف في المنطقة لسنوات قادمة مما يهدد استقرارها وأمنها .