الاخبارية وكالات
دعت السعودية والدول الإسلامية الأخرى يوم السبت إلى وقف العمليات العسكرية في غزة على الفور، ورفضت تبرير إسرائيل بأن تصرفاتها ضد الفلسطينيين هي دفاع عن النفس.
وطالبت القمة العربية الإسلامية المشتركة التي أقيمت في الرياض المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في “جرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري” في الأراضي الفلسطينية، حسبما ذكر البيان الختامي.
وعقد ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان قمة لزعماء الدول العربية والإسلامية يوم السبت لإيصال رسالة مفادها أن المملكة تسعى للضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل إنهاء الأعمال القتالية في غزة.
وحضر القمة العشرات من الزعماء، منهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس السوري بشار الأسد، الذي تم الترحيب بعودته إلى الجامعة العربية في وقت سابق من العام.
وقال ولي عهد السعودية “تؤكد المملكة تحميل سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته… نؤكد إدانتنا ورفضنا القاطع لهذه الحرب الشعواء التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين”.
وتابع قائلا “إننا أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقوانين والأعراف الدولية”.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الشعب الفلسطيني يتعرض “لحرب إبادة لا مثيل لها”، ودعا الولايات المتحدة إلى وقف “العدوان الإسرائيلي والعمل على إنهاء الاحتلال”.
وأشاد رئيسي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لخوضها حربا على إسرائيل كما حث الدول الإسلامية على فرض عقوبات نفطية وتجارية على إسرائيل.
وقال رئيسي في كلمته “ليس هناك وسيلة أخرى سوى مقاومة إسرائيل، نحن نقبل أيدي حماس لمقاومتها إسرائيل”.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر منذ أن اجتاح مقاتلو حماس جنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن هذا الهجوم أدى إلى مقتل 1200 شخص.
ومنذ ذلك الحين صعدت إسرائيل هجماتها على غزة حيث قُتل 11078 من سكان القطاع حتى يوم الجمعة، 40 بالمئة منهم أطفال، وفقا لمسؤولين فلسطينيين.
انقسام
قال مسؤولون فلسطينيون إن حدة القتال تصاعدت ليل الجمعة وحتى يوم السبت بالقرب من المستشفيات المكتظة في مدينة غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن طفلا رضيعا لقي حتفه في قسم الحضانات داخل أكبر مستشفى في غزة بعد انقطاع التيار الكهربائي كما قُتل مريض في العناية المركزة في قصف إسرائيلي.
وقلبت الحرب التحالفات التقليدية في الشرق الأوسط رأسا على عقب إذ تعاملت الرياض بشكل أوثق مع إيران ورفضت الضغوط الأمريكية للتنديد بحماس وجمدت خططها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وزيارة رئيسي إلى السعودية هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من عقد. وأنهت طهران والرياض عداء استمر لسنوات بموجب اتفاق توسطت فيه الصين في مارس آذار.
ودعا الرئيس التركي أردوغان إلى عقد مؤتمر دولي للسلام من أجل التوصل إلى حل دائم للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأضاف أردوغان في كلمته أمام القمة “ما نحتاجه في غزة ليس توقف القتال لبضع ساعات بل نحتاج إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
وقال أمير قطر إن بلاده تبذل جهودا في الوساطة من أجل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة وعبر عن أمله في التوصل لهدنة إنسانية قريبا.
كما تساءل قائلا “إلى متي سيعامل المجتمع الدولي إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي”.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان للصحفيين إن الحديث يجب أن ينصب الآن فقط على “وقف إطلاق النار فورا” في غزة وليس على مستقبل القطاع الفلسطيني.
وطالبت القمة أيضا بإنهاء الحصار المفروض على غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية ووقف بيع الأسلحة لإسرائيل.
وكان من المقرر أن تستضيف السعودية قمتين غير عاديتين، هما قمة منظمة التعاون الإسلامي وقمة جامعة الدول العربية يوم السبت ويوم الأحد.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية ستحل مكان الاجتماعين وإنها تأتي “استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة”.
ودعت حركة حماس القمة إلى اتخاذ “قرار تاريخي وحاسم بالتحرك لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة فورا”.
وقال مندوبان لرويترز إن بعض الدول وعلى رأسها الجزائر دعت إلى قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
وأضاف المندوبان أن مجموعة من الدول العربية، التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، عارضت ذلك مشددة على ضرورة إبقاء القنوات مفتوحة مع الحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو.