يمكن للمرء في العلن أن يستنتج الكثير من الحقائق والأمور ،وينبش عن الأسرار الغائبة عنه بحثا عن الحقيقة الغائلة ، ويطرح تساؤلات مختلفة تخطر في نفسه ، ولهذا لا خوف من أي شيء علني حتى لو كان ضارا أو مؤذيا فبالامكان المواجهة والردع ومحاصرته ومعرفة مكان تواجده ، وبعد هذا معرفة السلاح المناسب لها .
مشكلتنا هي في “عالم الظل” حيث تغيب كل المعايير والمقاييس ، عالم مجهول الملامح إن لم تكن ممسوخة بكل ما تعنيه الكلمة ، والناجي هو الذي يبتعد عنها ،والهالك من يدخل فيها ويتوه في دهاليزها المظلمة والتي تأخذ إلى طريق واحد لا يوجد غيره وهو “طريق التهلكة” للأسف الشديد..!!
أفضل سلاح لمواجهة هذا العالم هو سلاح التوعية ، فعالم الظل يعشق “الجهل ” ويعتبره التربة التي يتغذى عليها حتى ينمو ويكبر وينتشر ويحقق غايته ، ولهذا دائما تجد كل أكاديمي أو مثقف أو أي مختص في أي مجال مهما كان عندما يناقش أي مشكلة تجده يتحدث عن التوعية بها أولا وأخيرا ،ويشرح لك عنها حتى تتضح الصورة .
لقد عانينا كفاية من “عالم الظل” ، ويكفي أن أذكر لكم “تنظيم داعش” الإرهابي والذي هو أكبر دليل على صحة كلامي، كيف تكون هذا الكيان السرطاني في بيئة قذرة وتفشى في أجساد عدة دول دفعة واحدة وغسل أدمغة الكثيرين ، وما زلنا في حرب عنيفة معه حرقت الأخضر واليابس ودمرت محافظات بأكملها وشردت الآلاف .
باتت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي نقطة جذب وانطلاق في “عالم الظل”، شخص مجهول يؤسس له صحيفة الكترونية ويكتب ما يشاء تحت شعار “حرية التعبير” وغايته “دس السم بالعسل” ضاربا بعرض الحائط كل المعايير، وشخص آخر يؤسس صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي ويجمع حوله فئات من الشباب المغيبين ويغذيهم على الأفكار السوداوية المشجعة على العنف ،وهكذا يصبح لهم كيان على أرض الواقع وصوت ناطق بهم، وبعدها ينفذون عملياتهم هنا وهناك حتى يثبتوا وجودهم و يزرعوا الخوف في قلوب فئات المجتمع المحيطة بهم لأن لديهم قوة ضاربة.