عبر النافذة تتجول عينيها قمم الأشجار المتمايلة تتحسس ملامحها لمسة خوف من خريفٍ يعصف ريعان الاختضار
التي كانت مفعمة بالحياة إيذأ ربيع جديد
وهناك بالممر عبر لمحةٍ خاطفة على المقعد الجانبي شابٌ يكسو ملامحه الإرهاق يُمسك قلمٌ وورقة على بياض
وفي أجواء عارمة الضوضاء يلتقط فوتوغرافيا الصور
لقطة لانثى سُلط جمالها الأضواء ،كانت هناك حزم من سماوات خضراء هاربة من خطوط عينيها الشقراء
المشهد سينمائي أعيد تمثيله بذاكرة اللقاء
حقيقةً كنت الجمهور الوحيد أسفل خشبة العرض
جسلتُ دون حراك مُسندةٌ رأسي إلى مقعد خشبي تحت ظل شجرةٍ إلى إن شعرت بجشرجةٍ كَطفل فقير اشتهى قطعة حلوى فبكى طويلا حتى غلبه النعاس
شيءٌ ما يستحوذ عقلي ربما فكرة او نظرة حملت امتعتها
لِتسافر ببمرات قلبي
من تكون أنت ……؟
لما استدرجتني إليك….؟
ما هذا الأسى الذي تُعنيه خطوط عينيك ؟
في ظل التساؤلات عجزت عن الإجابة لِتحمل امتعتها
إلى هُناك حيثُ هيّ وحدها بين انياب بلدةٍ مكتظة بالوشاةِ
بين كومة أوراق واقلام وملابس بالية حيكتَها في احد
الروايات …..
ولأن الفكرة احببتها كان عليها فك شفرات الأسئلة
وفي صباح يومٍ عرفت من احد الصديقات بخبث النسوة
اسمك ومن أي بلدةٍ تكون
كنت وجهٌ نقي هادئ تتخلله خطوط مرهقه لكنها عميقة
عميقة جدا وكانت نظراتها تأمليه تحاول من خلالها رؤياك
شيء ما كان اتياً لم تكن في انتظاره كان يبدوا خفياً
صعب المنال لكنها شعرت به يتسلل ليصل إليها
اخذت أنفاسها تخفق بأضطراب عندما بدأت تدرك
ان هذا الشيء يستحوذ عليها ،سعت جاهدة لدفعه بكامل ارادتها رغم رغبتها الخفيه في نشوة المغامره
لكننا في الخيال جميعنا لصوص نسرق اللحظات التي طالما حرمنا منها الواقع دون أدنى ذنب او مرارة الشعور
لكنّها غادرت دفعة واحدة على مر السنون