عندما اندلعت الحرب بقسوتها على قطاع غزة الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني المحتل، وألقى القنابل والصواريخ، وصوب قذائف المدفعية نحو السكان العزل من أهلنا بالقطاع، وارتكب مجازر بشرية لا حصر لها من شهداء وجرحى ومصابين تعدوا حتى الآن أكثر من 40 ألفًا؛ غالبيتهم أطفال ونساء، وهناك من هم مازالوا تحت الركام والأنقاض جثثًا متحللة لا تجد من يدفنها؛ حيث توقع الكثير أن قادة الغرب سوف تهتز مشاعرهم لهذه الفواجع التي حدثت للشعب الفلسطيني.
ولكن هيهات هيهات.. لقد تمخضت الجبال فئرانًا؛ حيث شمر أكبر رئيس دولة في العالم عن ساعديه وهو الرئيس الأمريكي جون بايدن، واستقل طائرته الرئاسية نحو إسرائيل، وشارك في مجلس الحرب المصغر الإسرائيلي؛ تدعيمًا لهم، وقال إنني أزوركم بنفسي حتى يعرف الشعب الإسرائيلي والعالم بأسره ما هو موقف الولايات المتحدة، وأود أن أتوجه للشعب الإسرائيلي بالقول إن شجاعتكم والتزامكم وبسالتكم مذهلة بحق، وأنا فخور بتواجدي هنا، بل خصص أكثر من 14 مليار دولار دعمًا للكيان الصهيوني، وأرسل حاملتي طائرات مجهزتين بأحدث العتاد للوقوف بجانب هذا الكيان المحتل.
وهذا الموقف المشين للرئيس الأمريكي لا يختلف مع موقف وزير خارجيته أنتوني بلينكن؛ حين قال في مؤتمر صحفي مع السفاح نتنياهو: “أنا ممتن لأن أكون هنا في إسرائيل، وقد أتيت كيهودي، وحتى الرئيس الفرنسي ماكرون أتى مهرولًا إلى إسرائيل حاملًا كل الدعم ومؤيدًا لكل الأفعال الجبانة والخسيسة للكيان الصهيوني؛ من قتل وهدم وأرسل أيضًا حاملة طائرات هليكوبتر لتساعد المحتل الغاصب في قتله للأبرياء وغيرهم وغيرهم من قادة العالم الذين يرفعون لواء الحفاظ على حقوق الإنسان، وهم في الحقيقة يرفعون مصلحتهم أولا وأخيرًا حتى على جثث الأبرياء.
هكذا الغرب لا يضعون الإنسانية في أولوياتهم، إلا إذا كانت في مصلحتهم ومصلحة من يخدم مصالحهم ومن يطلب دعمهم ومساندتهم من الدول العربية، تنطبق عليهم الحكمة كالمستجير من الرمضاء بالنار، وأيضًا من الأمثال الشعبية المتغطي بالغرب عريان.
وهكذا الغرب دائمًا موقفهم من الوطن العربي وقضاياه، ووقوفهم دائمًا بجانب دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ ولذا لاتنتظروا خيرًا من الغرب ولا حل ولا مفر إلا في وحدة العرب للوقوف في وجه هذا الكيان الغاشم.. وأتمنى من الله أن تكون قريبًا.
mahmoud.diab@egyptpress.org