الاخبارية – وكالات
يستطيع عبد الرؤوف الفرا وهو أحد سكان قطاع غزة الفرار من الحرب بفضل جنسيته البولندية، ولكنه فضل البقاء في منزله المتضرر من القصف الإسرائيلي في خان يونس، واصفا قراره بأنه جزء من النضال التاريخي من أجل حقوق الفلسطينيين في وطنهم.
وأدرج اسم الفرا على قائمة المسموح لهم بمغادرة قطاع غزة من معبر رفح الحدودي مع مصر لكنه قال إن ارتباطه العاطفي بغزة مكانا وشعبا وقضية منعه من المغادرة.
وقال “روحي معلقة بهذا الوطن. هذا الوطن هنا، هنا نشأت، هنا ولدت، وهنا ترعرعت وهنا مكاني وهنا بلدي. هذه هي بلدي وليس لهم (الإسرائيليون) إلا الرحيل عن أرضنا”.
وتعرضت شقة الفرا في مدينة خان يونس، التي تقع في الجزء الجنوبي من القطاع، لأضرار طفيفة جراء غارة جوية يوم السبت على مسجد السقا القريب، والذي انهارت جدرانه ولكن لا تزال قبته الصفراء قائمة فوق الهيكل الفارغ.
وقال “استهدفوا المساجد واستهدفوا المستشفيات. ما من مكان آمن في قطاع غزة. يظنون أنهم بهذه الطريقة يمكنهم تهجير شعبنا. شعبنا سيقف صامدا على هذه الأرض. شعبنا سيحمي هذه الأرض”.
بدأت الحرب عندما اجتاح مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين، في هجوم تفيد البيانات الإسرائيلية بأنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 240.
بعد ذلك فرضت إسرائيل حصارا كاملا على غزة وشنت هجوما عسكريا أدى إلى مقتل أكثر من 11 ألفا، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع، فضلا عن تشريد ثلثي السكان وتفجر كارثة إنسانية.
وغادر بضع مئات من حاملي الجنسيات الأجنبية وبعض المرضى المصابين بجروح خطيرة قطاع غزة من معبر رفح، وهم الوحيدون الذين سمح لهم بالخروج منذ بدء الحرب.
وحصل الفرا على الجنسية البولندية في عام 2010، من خلال زواجه ببولندية أنجب منها. وانفصل الزوجان وتعيش زوجته السابقة وأبناؤهما في الخارج. وتزوج بعد ذلك من فلسطينية.
وقال إن أبناءه يفضلون أن يكون آمنا خارج غزة، لكن لديه أقارب آخرين في القطاع فضلا عن التزامه تجاه القضية الفلسطينية.
وأضاف “لن أترك البلد كما الحروب السابقة مرتي البولندية وأولادي عاشوا معي. لم نترك غزة لوحدها لم نترك شعب غزة، لم نترك… أهلنا أمي وإخوتي وجيراني وأصدقائي”.
وتابع “أؤمن بعدالة هذه القضية. شعبنا يناضل من أجل استعادة حقوقه منذ 75 عاما” في إشارة إلى التهجير الجماعي للفلسطينيين في عام 1948 عند قيام إسرائيل.