الاخبارية – وكالات
بدأ كثير من الفلسطينيين الذين أنهكتهم الحرب في قطاع غزة العودة إلى أطلال منازلهم سيرا على الأقدام أو على متن عربات، وذلك في اليوم الثالث لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وقد صدمهم مشهد الدمار الكامل.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأحد بعد حرب استمرت 15 شهرا، وذلك بتسليم ثلاث رهينات إسرائيليات كن محتجزات لدى حماس والإفراج عن 90 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
وبدأ الاهتمام الآن يتحول إلى إعادة بناء القطاع الساحلي الذي سواه الجيش الإسرائيلي بالأرض في حملته للقضاء على حماس ردا على هجوم مسلح بقيادتها في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل.
ولم يتمكن بعض سكان غزة حتى من التعرف على المكان الذي كانوا يعيشون فيه ذات يوم فأداروا ظهورهم للأحياء المدمرة عائدين إلى الخيام التي كانوا يحتمون بها خلال الأشهر الماضية. في حين بدأ آخرون في إزالة الأنقاض في محاولة للعودة إلى ركام منازلهم.
وقالت الفلسطينية ولاء العر “ننظف البيت ونرجع نشيل الردم عشان نرجع للبيت، هاي المخدات فيش شيء فاضل بالبيت”، مشيرة إلى المتاع المدمر في منزلها الذي تعرض للقصف في النصيرات، وهو مخيم للاجئين عمره عقود في وسط غزة.
وأضافت أن الشعور بالعودة إلى حيها “لا يوصف”. وأوضحت أنها بقيت مستيقظة طوال الليل يوم السبت في انتظار سريان اتفاق وقف إطلاق النار في اليوم التالي. لكن التفاؤل المحيط به تضاءل.
وعبرت عن حزنها قائلة “لما أنا فت على المخيم عينيا دمعت لأن مخيمنا مش هيك، كان الأفضل. إحنا طلعنا والأبراج واقفة والدور واقفة لا جيران كتير مستشهدين”.
وفي مدينة غزة بشمال القطاع، انتظرت عبلة، وهي أم لثلاثة أطفال، بضع ساعات للتأكد من سريات الاتفاق قبل أن تتوجه إلى منزلها في حي تل الهوا الذي دمره القصف الإسرائيلي والهجمات البرية.
وقالت إن المشهد “مروع”، إذ تم تدمير المبنى المكون من سبعة طوابق بالكامل، “اتدمر مثل البسكوت”.
وأضافت لرويترز عبر تطبيق للتراسل “سمعت أن المنطقة تضررت بشدة وقد يكون المنزل اختفى، لكنني كنت مدفوعة بالشك وآمل أنه كان من الممكن إنقاذه”.
وأردفت قائلة “ما وجدته لم يكن مجرد منزل، إنه صندوق ذكريات، حيث أنجبت أطفالي واحتفلت بحفلات أعياد ميلادهم وصنعت لهم الطعام وعلمتهم كلماتهم وحركاتهم الأولى”.
ونصب البعض خياما بجوار أنقاض منازلهم أو انتقلوا إلى منازل محطمة متسائلين متى ستبدأ إعادة الإعمار.
وأوضح تقييم للأضرار أجرته الأمم المتحدة هذا الشهر أن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض المتبقية بعد القصف الإسرائيلي قد تستغرق 21 عاما وتكلف ما يصل إلى 1.2 مليار دولار.
ومما زاد الطين بلة مخاوف من تلوث بعض الحطام بالأسبستوس إذ من المعروف أن بعض مخيمات اللاجئين المدمرة في غزة، التي بنيت في المدن على مدى عقود، تم بناؤها بهذه المواد.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن 47 ألف شخص على الأقل قُتلوا في الصراع ومن المحتمل وجود رفات آلاف آخرين تحت الأنقاض.
وذكرت تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التنمية في غزة تراجعت سبعة عقود بسبب الحرب.