وأنت تقطف من نافذتك أنوار الشمس
لا تنسى انني أودعت فيك الكثير من عتمة قصائدي
وأنت تُدلل إسمك في فم طفل عابر
تذكر انني قلت لك ذات دلال أنك كل فجائعي
وأنت ترهق الشمس ببللك لا تنسى انني كنت جمرةمشتعلة ..كنت لهبا..
كنت رمادا ..كنت ظلا
وكنت غربالاً يقيك غربة الشمس
وتذكر أني لا زلت” ندفة” ثلج
تبقيك حيي بين لهيب نصوصي..
فضمني علّ أسارير بابي المؤصد تنفرج، ولعلّ قفل الوحدة ينكسر، ولعلّه الصمت يذوب، فتمطر القريحةِ ويسيل الكلام من فمي قصائد سرمدية” ككثيب” رملي في الطريق إلى مساس خدك النضيد..منهمكةٌ أنا في لملمة ذكراك ..في جمع بقايا الحكايات التي لم تكتمل ، بقايا السهو ، بقايا اللقاءات المبتورة، الكوبليهات الأخيرة من الأغنيات، فتات خبز الأحضان، طرطشة الهمس والضحكات التي أسكتها صوت الخطيئة عند باب حجرتك.. أجمع كل هذا بحرصٍ شديد ، لأشيد أعظم تمثال لحريتك..
كالشجرة ترفرف بأغصانها في محاولة يائسة للحاق بالسرب ،أحاول التحليق إليك، لكنّ كبريائي يمنعني من الطيران.. كالموجة تلو الموجة، لعل البحر أن يصل لعمق اليابسة أحاول، لكن الملح يعثر خطواتي المبللة.
كإشراقة شمس مبكرة لتقصير ليل الحزين أحاول، لكن العتمة تسكن الشعور..
كالندى على بتلات الورود ،أحاول أن أجد مسكنًا لكن شمس الغياب تجففني.. كالبحة في حنجرة مشجع تحاول إرباك الفريق الخصم، أنادي و أناجي لكن الميدان يقول شيئا آخر .. كمحاولات النهار السرمدية للسيطرة على الليل ، ومحاولات الجاني طمس الدليل .. كعمود إنارة حاول أن يتمرد فأنطفأ ..كمحاولات عود الثقاب التقرب من كومة تبن دون إشعال حريق أحاول، لكن دون جدوى .. حاولت النسيان تلو النسيان حتى نسيت كل الناس ونسيت نفسي ونسيت كل شيء .. بقي فقط وجهك يطاردني مثل ملاكٍ صغير، ممسكًا بعباءة أمه ويبكي..
لهذا سأكف عن فكرة اللحاق بك .. سأنتظر كما تفعل الشجرة !!
ولمراسيم اسقبالك أنا أرصف نفسي طوبةً طوبة مثل جدارٍ قديم..