حسنا إذا كنت تريدين إجابة صادقة…لنفتح الباب الأربعين، لطالما انتابني إحساس بأنني من أخلق هوسي، تندفع مشاعري كموجة مزدحمة بالتناقضات، أنساق خلفها قبل أن أفك شفرتها أو أحدد ماهيتها، أحب واكره وأغار واتبلد واسامح وأحقد في آن واحد، أحصي التفاصيل بهوس حتى يشارف قلبي على الأنفجار، تتحول الحرية الى جحيم، يستمر ادماني حتى يلتفت ويندفع خلفي بجنون بدون دليل يعلمه كيف يتعامل مع كل هذه الفوضى، ما يجعله يتخبط حتى يكسر باب سجني بنفسه ويحررني منه، ما إن يحدث ذلك حتى تهدأ العاصفة ويزول كل شيء كنقش على الرمال، في النهاية ينزوي قلبي في عمق سحيق يغمره حزن غير مفهوم، حزن أعتدت وجوده كجزء من هويتي رغم عدم قدرتي على تحمله، في عالمي كل شيء مرهون بالمشاعر.
…أما أنت لا تنتمين لهذا العالم، ألمك لم يكن يوما نابعا من انغماسك في أحدهم أو حبك له، في عالمك كل شيء مرهون بالسيطرة، أنتي بلا مشاعر، بلا رغبة، تفعلين الأشياء وفقا لمتلازمة المومس التي يحتم عليها عملها أن تبيع زبائنها النشوة بينما هي باردة كصقيع يناير، ممثلة بارعة تتقن لعبة الأغواء، تغذي شغفهم اللعين بالمطاردة، رغبتك في أن تكوني المحور الذي يدور حوله الجميع تدفعك لكبت كل شيء ربما قتله، تظنين أن الجنس هو السلاح الوحيد لاستعباد الجميع، ربما يكون معك حق ففي المجتمعات المحاصرة بالثالوث البائس أنتي هي الناجية الوحيدة.