أصبح من المؤكد أن أمريكا غرقت فى حرب غزة، وأنها لن تخرج منها بكرامة رغم كل ما قدمت لإسرائيل من الدعم بالمال والسلاح واستخدمت أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الموت والدمار .. إن إسرائيل لم تحسم الحرب وفشلت فى أن تحقق هدفها بالقضاء على حماس وخسرت ما بين ٥٠٠ قتيل و٩٠٠ مصاب، وهذا الرقم يعتبر شيئا غريبا على الجيش الإسرائيلى هذا بجانب مليارات الدولارات التى تحملتها فى الحرب، وهذا يعنى أن أمريكا سوف تتحمل جزءا من تكاليف الحرب إلا أن الخسارة الأكبر هى هيبة أمريكا سيدة العالم التى فشلت فى إنقاذ إسرائيل وأصبح لزاما عليها أن تدفع الثمن. لقد خسرت أمريكا علاقات تاريخية مع الشعوب العربية وخسرت مصالح كثيرة فى الأرض والنفوذ والهيمنة وربما تخسر أصحاب قرار تخاذلوا فى الحرب من أجل أمريكا .. وقبل ذلك كله فلا أحد يعرف أعداد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا وهم يدمرون غزة ويقتلون أطفالها .. إن الحرب مازالت تدور ولا أحد يعرف فقد تشهد مراحل أخرى فى البحر الأحمر أو مع إيران وتكون هناك حسابات أخرى ولن يكون الرئيس بايدن آخر الضحايا عندما يخسر الانتخابات. المكسب الوحيد الذى حققته أمريكا هو المظاهرات التى خرجت للشوارع فى كل المدن الأمريكية تندد بالهمجية الإسرائيلية والوحشية الأمريكية فى قتل أطفال غزة. إن فى تاريخ أمريكا صفحات كثيرة سوداء ابتداء بفيتنام وانتهاء بالعراق وأفغانستان ولكن غزة ستكون أسوأ صفحات أمريكا، الدولة التى كانت سيدة العالم .. ماذا ينتظر أمريكا فى عام جديد وهى فى مأزق كبير ما بين إسرائيل وحرب غزة والحرب الروسية الأوكرانية، وهل يتحمل الاقتصاد الأمريكى ودافعو الضرائب كل هذه الأعباء.