هل تساءلت يومًا عن سبب شعورك بالفلفل “الحراق” على لسانك، أو كيف تختلف أمخاخنا بصريًا عن بعضها البعض؟
يعد المخ البشري معجزة كبرى حيث يتحكم في وظائف جميع أعضاء الجسم، بدءًا من إدارة معدل ضربات القلب وحتى تنظيم عواطفك. ونحن لا نفهم تمامًا جميع تعقيدات الدماغ، ولكن ما نعرفه مذهل جدًا.
في لقاء مع مجلة بوبيولار ميكانيكس، يتحدث بن رين، عالم الأعصاب بجامعة ستانفورد، حيث يتناول ثلاث حقائق مذهلة عن الدماغ البشري
بالنسبة لمن يعانون من الصرع، تبدأ النوبات عادة في جانب واحد من المخ ثم تمتد إلى الجانب الآخر. ولمنع انتشار هذه الاضطرابات الكهربائية المفاجئة، يقوم الأطباء بإجراء يسمى جراحة قطع الجسم الثفني، وهو حزمة تضم أكثر من 200 مليون من الألياف العصبية التي تربط نصفي المخي. وعند قطع الجسم الثفني، ينقطع الاتصال بين نصفي المخ، مما يسبب متلازمة انقسام الدماغ.
وعندما يقوم المخ بمعالجة المعلومات، فإن المدخلات البصرية للعين اليمنى تذهب إلى نصف المخ الأيسر والعكس صحيح؛ أي أن كل جانب من مخك يتحكم في الجانب الآخر من جسمك. يقول رين: “عندما يكون القلم على جانبي الأيمن، فإن المجال البصري الأيمن يدخل ويعبر إلى الفص الصدغي الأيسر من المخ”.
ومع ذلك، يعمل نصفا المخ معًا للتحكم في مهام معينة. النصف المخي الأيسر، مثلًا، مسؤول عن معالجة الكلام واللغة. وبالتالي، فالذين يعانون من متلازمة انقسام الدماغ، يواجهون صعوبات في التعرف على الكلام والأشياء. “إذا خضع شخص لعملية قطع الجسم الثفني، ووضعت شيئًا في مجاله البصري الأيسر، فإن المعلومات تذهب للجانب الأيمن، وبما أنها لا يمكنها العبور إلى الجانب الأيسر. ” يستطيع هذا الشخص التعرف على الشيء، ويفهمه، لكنه لا يستطيعون التحدث بصوت عالٍ عن ماهيته”. ولكن بمجرد تحريك القلم نحو المجال البصري الأيمن، يمكن لمرضى، متلازمة انقسام الدماغ، ذكر اسم الشيء لفظيًا.
وكما أن بصمات أصابعنا فريدة، كذلك أدمغتنا لها بصمتها الخاصة؟
ورغم أن الجزء الخارجي من الدماغ يبدو متشابهًا، فالجزء الداخلي يختلف. يقول راين: “عندما تنظر للبنية المجهرية للدماغ، أي الارتباط المختلف بين الخلايا، ووضعها، فهذا كله يختلف من شخص لآخر”.
ويساعد جهاز استشعار الحرارة لجسمنا داخل المخ في اكتشاف الإحساس بالحرارة والألم؛ وهو يستجيب لمستقبلات الألم، مثل المشي على الرمال الساخنة أو لمس فنجان ساخن من القهوة. وهذه المستقبلات توجد في جميع أنحاء الجسم.
ويمكن من تنشيط عمل المستقبل مثل بمادة الكابسيسين الموجودة في التوابل. يقول رين: “عندما يصف الناس الطعام الحار بأنه حار، فذلك لأنه نفس المستقبل الذي يكتشف الحرارة”. ورغم أنها ليست نفس تجربة لمس سطح ساخن، فإن المستقبل يخدع دماغنا ليجعلنا نعتقد أنه ساخن بالفعل.