أيها الماء …
لا تلتفت للوراء
فخلف دمي طفلة تبكي في العراء
و خلفي أنا وطن ضاع في أشجار الضياء
آه …يا أيها الماء ما عاد دمعك يكفينا
فدمعي أنا جمر و هباء
أيها الماء جرحي
نبيذ تغرب في غربتي وانكسر
غاص في القلب ثم انتحر
كأن الذي علم الماء سر الحياة انتصر
ها…وذاكالغزال يجوب الصحاري
و يسكب ماءه في الدلو
يبكي الدلووتبكي الصحراء
آه أبي
يوسف الآن في البئر
وحدي أنا
لم أزل أغزل الماء
من جرحي
وأطوف الصحاري
بحثا عن نفسي
ها…أقشر ذئب الماء
أصلي
وأبحث عن حكمة الرمل
أبحث عني وعن حكمتي
حكمتي
أن أرى الظل يمشي
ويمشي و يمشي
أغني
أنا وحدي
في المدى لا أخيط
أخيط دمي
والمدى آه يحملني
أشجارا الى وطني
أيها الماء ذبت و ذاب دمي
فاعذرني ان كنت في الريح لم أزل
و أذوب كخيط دخان من الضوء
و هو يمر على جسدي
أيها الماء من يطفىء النار حين تحط
على كرمتي
وطنا باذخا
في الطريق الى هيئتي
ما الذي يجعل الرمل
يغزل في جهة القلب
أغنية
ثم يهفي الى ظمئي
ماء
ماء
هذا الماء ينشرني في المدى وطنا
نازفا وارتحل
ها أنا أغرق الآن في الليل
ربما الماء يفضحني
ربما الماء ذاب عميقا ثم انكسر
ربما لم يزل
في الغيم سؤال
أشعل دمعي ثم انتحر
و الشكوك ستطرق بابي حين
اشتعال الظنون
يمر شهابا على عزلتي
ينتظر
أيها الماء هذي يد الغيمات تزف الى الموت
تنكر ظلي
وتمنحني شكلي
آه …يا أيها الماء لا تحزن غدا سأعود
ألملم أحلامي
سأعود غدا وألملم أحزاني
في الليل تغير مرآتي ظلها
فمددت يدي للريح لكي تصطاد دمي
و السؤال المر مشى وانطلق
هل دار بخلدك أن دمي من ورق ؟؟؟
أم أن دمي
ذاب في شجري
واحترق
أيها الماء سر في دمي لهبا
جسدي نار و دخان
أنا سادن الماء
أتلوغنائي
وألبس شمس الظهيرة فهي غطاء
فلا الماء ماء و لا الريح ريح
و في كفي الأشياء
ونحن عراة
فتنمو على شفتي نار
كلما سرت في المشتهى أعطش
وحدي علقت دمي مصباحا لمن عبروا
ولمن جاؤوا بين الصحو و الأرق
هم لم يتركوا غير الغيم
يبكي على السطح
لم يتركوا الا قلقي
أيها الماء خذني الى قبري
فهناك أرى جثتي
وهناك أرى وجهي
قد أكسر كأسا وقد أفتح النافذة
و أنام
أيها الماء…
وحدي أقيم يبابا في الجرح
أشعل سيجارة
تطفىء الآن نبضي
أيها الماء …
اني أذوب كمثل الشمع
اذا غبت عن عيني
وحضورك ضج طويلا في عزلتي
في ظل المعنى دخان
يديك دخان
و في الوقت يمشي دخان
أرى جسدي يغريني
و في نبض الريح ينشرني
و هنا البحر غادر زرقته
وهنا الأشياء هباء
ووحدي أوصد باب المعاني
في صخب الوقت
أرسم أرجوحة
ثم أرسم أشجاني
أنا كالماء أحبو
و كالنار أعلو
يا عازف الأرض
ما زلت تبكي
هل مازالت يديك على الحبل…؟
هل مازال دمي
ظلك الآن ينكرني.
أيها الماء
ها …جئت تسكنني
و الى الغيمات الى
و الى عزلتي أنتمي
أحتاج الى لغة
تبكي ثم تبكي على وطني
أحتاج الى الورد
سوف أجد وردتي
كبرت في الريح
و لم تعبر الا من دمي
وهنا وردة تتسكع في الماء
تعصر ذاتي
تموت قليلا تحترق
وردة ذابت في يدي
تسقط الآن في هبة الريح
في الأشجار الجريحة
ها …
أنا أدنو من لغتي
بقلم / جيلالي بن عبيدة / الجزائر