أما بعد..
وفجأة،،،،
تصبح قليل التواصل..
عديم الاهتمام..
كثير الصمت..
طويل السكوت..
ليس لأنك بلا إحساس..
لكن لأنهم قتلوا كل الأشياء بداخلك..
صغيرها وكبيرها..
فكان لزاما عليك أن تقسو قليلا..
أليس الشيء بمثله، والبادئ أظلم؟!..
مرٌ، وقع الظلم حقا..
لكن أن تُظلم أولا، أقسى وأمر..
فدع الساقي بكأس..
يشرب يوما مما سقى..
يليه..
وحين تشعر أن الأماكن لم تعد تلائمك..
وأصبح البراح أضيق من حجم شعورك..
وأن الأشخاص تضاءلوا..
فصاروا أقزاما..
لايطال إدراكهم شاهق ألمك..
فغادر..
إن لم يكن بالجسد..
فبالشعور..
امنحهم تجاهلا يليق بجهلهم..
حينها فقط، سيدركون أن وقع الصمت..
أكبر بكثير من كل الكلمات..
وأن كل المعاني عاجزة..
عن أن تصيغ أسفا عن لحظة انتظار..
أنجبت في ضلوعك خذلانا وخيبة..
يليه..
واعلم، أن الأطلال الفارغة..
أفضل حالا من الزحام بلا فائدة..
وأن الأرائك التي لم تضم لقاءً يشبعك..
ستترك ألف رسالة لمن هجروك بملء إرادتهم..
ليعودوا..
وقد لف الصقيع المكان..
وهاجر الزمان إلى غير رجعة..
فكثيرا ما يترك رجع الصدى أثرا..
لايفعله وقع الصراخ..
حينها..
اطو رسالتك الأخيرة..
ودسها تحت تراب الفراق..
غير نادم..
فقد أيقنت..
أنه، ما من شيء يرجعك..
حين أقبرت قلبك..
قبل أن تدفن رسائلك..
يليه..
وفيم يفيد وضع الزهر على القبر بعد الموت؟!..
وأثمن ما منحوك إياه، وأنت على قيد الحياة..
تلك الأشواك في ضلوعك..
مازال وخزها يدميك..
ويدميك..
حتى بعد أن غادرتْ روحك..
ياه لك..
أي حماقة فيك؟!..
حتى تصلي للثرى..
وتهجر القادمين من سلالة الذهب..
يا حضرة القديس، تبا لك..
ألم تفرق في الهوى..
بين درب وليه..
وجحيم أبي لهب؟!..
انتهى..