و في غسق دُجى
موسم الشتاء
هي قمرا
تائهة في السماء تشبه
سحابة كئيبة الملامح…
تغادي ك غيمة زرقاء
تميل إلى السواد
و ذلك ما بين الفجر
و طلوع الشمس…
و في عنان المساء
تخيط الشمس أشعتها
الذهبية على وجه الكون…
فتنزل تلك القمر
حول مرآة الأرض
تبعث جمالها الساحر
الأخّاذ لتنير عتمة
أيام العمر الكئيب…
و تتوه في عدّة عوالم
هذا العالم
و تصبر على من لا يعرف
مقدار قيمتها…
و حين لا يكون لها
مكان على سطح هذه
الحياة القاسية تلملم
ما بقيَ لها من نفس
عميق
ثم في اليل ترحل
و تعود إلى حدود السماء…
و من ثم ترسل له
رسالة مع طائر النورس
تخبره أن المسافة
البعيدة بينهما
أرقى من أن تكون
قريبة منه في الحياة…
و في البكرة عادت القمر
و قصّت حكايتها الحزينة
للسّحابة الكئيبة الخواطر
فتجمعت هي
و أترابها
و من ثم غدت
بكرة
و عشية
و أمطرت مطرة الغداة
فإبتلت عروق الأرض
غيثا نافعا…
هو خسر قمر البهحة
و الحياة
و من ثم خسر نفسه
معها…