الاخبارية – وكالات
كثفت إسرائيل هجومها على خان يونس في جنوب قطاع غزة يوم الأربعاء ووجهت الدبابات غربا وسط اتهامات من الأردن بأن المستشفى الميداني العسكري التابع له في المدينة تعرض لأضرار بالغة بسبب القصف القريب.
وحمل الجيش الأردني إسرائيل مسؤولية “الانتهاك الصارخ للقانون الدولي” بعد الأضرار التي لحقت بالمستشفى نتيجة القصف الإسرائيلي لمحيطه. ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.
وفر الناس من مستشفى آخر هو مستشفى ناصر والمنطقة المحيطة به مع اقتراب الدبابات خلال الليل بعد بيان للجيش الإسرائيلي قال فيه إنه تعرض لإطلاق نار من المنطقة. وينفي مقاتلو حماس استخدام المرافق الصحية في العمليات العسكرية.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن سبعة قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية التي ألحقت أضرارا بمنازل قريبة من المستشفى.
وقال شون كيسي، منسق فرق الطوارئ الطبية بمنظمة الصحة العالمية في غزة في التاسع من يناير كانون الثاني إن العديد من العاملين في مستشفى ناصر غادروا إلى الملاجئ في الجنوب ولم يتبق سوى طبيب واحد لرعاية أكثر من 100 من ضحايا الحروق.
وحوالي ثلث مستشفيات غزة ما زالت تعمل، وبعضها جزئيا فقط.
ودوت أصوات انفجارات ناجمة عن القصف والغارات الجوية على مسافة أبعد غربا في خان يونس مع تقدم الدبابات الإسرائيلية وتصاعدت خطوط من الدخان الأسود الكثيف من مواقع الانفجارات. وقال شهود إن الدبابات والجرافات ألحقت أضرارا بمقبرة هناك قبل أن تتراجع إلى وسط المدينة مرة أخرى.
وقالت إسرائيل إنها قتلت ستة مسلحين فلسطينيين من بينهم قيادي في حركة حماس بالمنطقة الجنوبية مسؤول عن استجواب الجواسيس المشتبه بهم.
وقال الجيش في بيان يلخص أحدث عملياته إن مقتل مسؤول مكافحة التجسس بلال نوفل “يؤثر بشكل كبير على قدرة التنظيم الإرهابي على تطوير وتعزيز قدراته”.
وإلى الجنوب في رفح، حيث انتقل مئات الآلاف من الأشخاص بناء على أوامر إسرائيل، انتحب الناس قرب العديد من الجثث المكفنة بما في ذلك جثة الفتاة الصغيرة ماسة.
وقالت قريبتها تحرير شومان “كنا نائمين ثم وجدنا الصواريخ تسقط علينا. نهضنا ولم نتمكن من رؤية أي شيء. بدأنا نطمئن على بعضنا .. استشهدت الفتاة” مضيفة أن أقارب أخرين لها أصيبوا.
وشقت القوات الإسرائيلية طريقها إلى وسط خان يونس قبل أكثر من شهر وقال وزير الدفاع يوآف جالانت يوم الاثنين إن العمليات العسكرية المكثفة في الجنوب تقترب من نهايتها بعد أسابيع من تصريحات مماثلة بشأن شمال غزة.
لكن القتال اندلع في جباليا ذات الكثافة السكانية العالية في شمال غزة يوم الاربعاء بعد يوم من اقتحام الدبابات الاسرائيلية أجزاء من الشمال كانت قد غادرتها الأسبوع الماضي.
وأعلنت إسرائيل تقليص عملياتها في شمال غزة في أوائل يناير كانون الثاني في إطار ما قالت إنه سيكون نهجا أكثر تدقيقا في حربها ضد نشطاء حماس بعد العمليات التي دمرت أحياء سكنية بأكملها.
* انقطاع الاتصالات
انقطعت الاتصالات في أنحاء قطاع غزة يوم الأربعاء لليوم السادس على التوالي مما ترك سكان القطاع، الذين اضطر معظمهم إلى الفرار عدة مرات، غير قادرين على تلقي تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي من تحركات القوات الإسرائيلية.
كما أن الافتقار إلى إشارات الهاتف المحمول المحلية يحرم الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض التي خلفتها الغارات الجوية الإسرائيلية من وسائل طلب المساعدة.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 163 من سكان غزة قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مما يرفع عدد القتلى إلى 24448 في الحرب الإسرائيلية على غزة التي دخلت الآن شهرها الرابع.
وأعلنت إسرائيل مقتل جنديين آخرين مما يرفع عدد جنودها القتلى منذ أن بدأت عملياتها البرية في غزة إلى 193 جنديا.
وتقول إسرائيل إنها قتلت 9000 من نشطاء حماس وتعهدت “بالقضاء” على مسؤولي حماس في القطاع الفلسطيني بعد أن اقتحم مسلحون جنوب إسرائيل وقتلوا 1200 شخص واحتجزوا 240 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وتم إطلاق سراح حوالي نصف الرهائن في هدنة أكتوبر تشرين الأول التي تم خلالها إطلاق سراح بعض السجناء الفلسطينيين.
وقالت إسرائيل إن السبيل الوحيد لضمان إطلاق سراح بقية الرهائن هو الضغط العسكري على حماس التي تتعهد بتدمير إسرائيل. لكن المزيد من المفاوضات غير المباشرة تجري خلف الكواليس.
وقال مسؤول أمريكي إن “مناقشات مكثفة” جرت في قطر بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق آخر.
وقال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء “نأمل أن تؤتي هذه الخطوة ثمارها قريبا لأنه لا يزال هناك أكثر من 100 – نحو 140 رهينة محتجزين”.
وتوسطت قطر وفرنسا في اتفاق منفصل مع إسرائيل وحماس لتوصيل أدوية عاجلة لنحو 45 رهينة إسرائيليا تحتجزهم الحركة في غزة مقابل مساعدات إنسانية وطبية.
وجرى نقل المساعدات من قطر إلى مصر يوم الأربعاء، ومن المقرر نقلها عبر معبر رفح الحدودي في وقت لاحق يوم الأربعاء.
* عنف في الضفة الغربية
امتد الصراع إلى الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل حيث قُتل أكثر من 300 فلسطيني واعتقل الآلاف في مداهمات تقول إسرائيل إنها تهدف إلى القضاء على النشطاء هناك.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قضت على “خلية إرهابية” خلال غارة جوية دقيقة على سيارة قرب مخيم بلاطة في مدينة نابلس.
وقال الجيش إنه قتل عبد الله أبو شلال “رئيس البنية التحتية الإرهابية” للمخيم الذي كان يخطط لهجوم إرهابي وشيك وواسع النطاق مع أعضاء خليته. وأضاف أن أربعة آخرين من أعضاء الخلية قتلوا أيضا.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت سابق إن فرقه لم تتمكن من الوصول للمصابين.
وبعد ساعات، قتل أربعة أشخاص في غارة جوية في طولكرم، وهي موقع أحد نقاط العبور الرئيسية بين الضفة الغربية وإسرائيل وهدف متكرر للعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الصراع في غزة.