قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا …. كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
فبحق أمير الشعراء أحمد شوقي هو المنصف والمؤكد لأهمية دور «المعلم» فهو رمزا لقوة الأمة وعنوان حضارتها. وبالرغم من كل ذلك، لم يعط الفن المصري هذه المهنة المهمة قدرها الذي تستحقه خاصة في السينما والمسرح. فبعض الأعمال شوهت شكل المدرس بالسخرية، بداية من الأستاذ «حمام» في «غزل البنات» للراحل نجيب الريحاني، حتى الأستاذ رمضان في «رمضان مبروك أبو العلمين» لمحمد هنيدي.
وما بينهما، قدمت الشاشة نماذج أخري، لكن ينقصها التبجيل لدور المعلم لعل أبرزها شخصية مدرس اللغة الإنجليزية المضطرب نفسيا الذي جسده حسين رياض في ” زقاق المدق” والمستهتر المنحل أخلاقيا لعادل إمام في “الإنسان يعيش مرة واحدة” ومدرس الفلسفة الذي ترك عمله وعمل دجالا لهثا وراء المال لأحمد زكى في “البيضة والحجر”. كما لعب جورج سيدهم دور المدرس الذي لا يهمه غير الدروس الخصوصية في “الشقة من حق الزوجة”، فيما قدم حسين فهمي دور المدرس المسكين الذي أرهقته سياسات الانفتاح في”انتحار مدرس ثانوي”، غير أن أكثر الأعمال سخرية من المعلم تمثل في مسرحية “مدرسة المشاغبين” وأخيرا مصر الذي صور المدرس يرقص ومضطرب في مسرحة لا أتذكر اسمها.
وعلى عكس السينما، قدمت الدراما صورة جيدة له، حيث تم تقديمه بشكل يؤكد أنه صاحب رسالة تعليمية وتربوية سامية، مثل “ضمير أبله حكمت” لفاتن حمامة و”حضرة المتهم أبي” لنور الشريف و” قصة حب” لجمال سليمان و” ماما في القسم” لسميرة أحمد. وفى هذه الفترة من امتحانات نصف العام نرجو أن يراعى الفن صورة المدرس ودوره على الشاشة مربيا للأجيال.