بلينكن يذرف دموع التماسيح على أطفال فلسطين..وسوليفان يتهم الحوثيين باختطاف العالم!!
كاميرون يقترح استخدام الأصول الروسية لإعادة بناء أوكرانيا .. ويتجاهل تأثير ذلك على البنوك الغربية..!!
أوكسفام: خمسة رجال فقط يمتلكون 869 مليار دولار .. وخمسة مليارات شخص يطحنهم الفقر!!
ملايين العمال يواجهون أزمة معيشة .. قيمة الأجور انخفضت بسبب التضخم
الاحتكارات تستفحل ..تضغط على الموظفين ..تتهرب من الضرائب .. وتحقق ثروات هائلة !!
الدول الفقيرة تدفع نصف مليار دولار يوميًا.. فوائد وأقساط ديون!!
أثرياء العالم يطالبون الحكومات.. بفرض ضرائب على أرباحهم الكبيرة..!!
تقرير يكتبه
عبد المنعم السلموني
عقدت في الأسبوع الماضي اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا. وبعيدًا عما شهده المنتدى من مناورات سياسية وأمور أخرى تثير السخرية، حيث “ذرف” وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، دموع التماسيح على معاناة الأطفال الفلسطينيين، الذين “يتفطر قلبه بسبب معاناتهم،” وكأن بلاده بريئة مما يحدث لهم على أيدي الكيان الصهيوني وبالأسلحة الأمريكية..!!
كذلك كثفت بريطانيا ضغوطها على الحكومات الغربية لاستخدام 350 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة في إعادة بناء اقتصاد أوكرانيا الذي مزقته الحرب، مع إصرار وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، على وجود مبررات قانونية وأخلاقية وسياسية لذلك.
ونقلت الجارديان البريطانية عن كاميرون إن الدول التي تدعم أوكرانيا لديها اقتصادات تبلغ مجتمعة 25 ضعف حجم روسيا، ويجب الاستفادة من هذه القوة.
وخلال حديثه في دافوس، حيث كانت أوكرانيا على رأس جدول أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى، قال اللورد كاميرون: “عندما شن بوتين هذا الغزو، تغير العالم، وعلينا أن نتغير معه وندرك أننا في وضع حرج”. عالم أكثر خطورة وصعب.
لكن وزير الخارجية البريطاني تجاهل المخاوف من أن استخدام هذه الموارد لمساعدة أوكرانيا قد يغير نظرة الناس لعمل المراكز المالية، ويؤدي إلى نزوح جماعي للاحتياطيات الوطنية من البنوك الغربية.
في الوقت نفسه، نقلت الإندبندنت عن الرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد قولها، خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى برن، إن بلادها عرضت تنظيم قمة سلام للمساعدة في إنهاء حرب أوكرانيا المستمرة مع روسيا.
وقالت أمهيرد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي: “أكدت له أن سويسرا مستعدة لتنظيم مؤتمر”. وأضافت: “اتفقنا على دراسة تفاصيل الخطوات التالية بعمق لضمان نجاح عملية السلام”.
وقال الرئيسان إن الفريقين الأوكراني والسويسري سيبدآن الاستعدادات لقمة السلام العالمية بسويسرا. ولم يتم تقديم تفاصيل حول موعد أو كيفية عقد مثل هذه القمة، ولم تشارك روسيا في العملية.
من جهته، قال مايكل ويرث، الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، لشبكةCNBC ، إن الأزمة في البحر الأحمر تشكل مخاطر جسيمة على تدفقات النفط، وقد تتغير الأسعار بسرعة إذا أدت التوترات إلى انقطاع كبير في الإمدادات.
وقال ويرث في مقابلة بالمنتدى: “إنه وضع خطير للغاية ويبدو أنه يزداد سوءا.وأبدى “اندهاشه من تداول النفط الخام الأمريكي بأقل من 73 دولارًا للبرميل لأن “المخاطر حقيقية للغاية”.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن الدول التي لها نفوذ في إيران بحاجة إلى اتخاذ موقف أقوى لإظهار أن “العالم بأسره يرفض تمامًا أن تتمكن جماعة مثل الحوثيين من اختطاف العالم”.
ويقول محللو سوق النفط والمحللون الجيوسياسيون إن الخطر الأكبر على إمدادات الطاقة سيأتي إذا تحولت التوترات في الشرق الأوسط إلى صراع إقليمي يعطل تدفقات النفط الخام من مضيق هرمز، حيث يمر نحو 7 ملايين برميل من النفط الخام والمنتجات عبر البحر الأحمر يوميًا، مقارنة بـ 18 مليون برميل تعبر مضيق هرمز.
بعيدًا عن كل ما سبق، من مشكلات وأزمات طارئة تواجه العالم، هناك القضية الأزلية التي لم يتم اتخاذ إجراء فعلي نحوها، إلى جانب قضية فلسطين المحتلة، ألا وهي قضية تزايد معدلات الفقر واتساع فجوة انعدام المساواة في الدخول!!
قالت منظمة أوكسفام الدولية لمكافحة الفقر إن ثروات أغنى خمسة رجال في العالم زادت إلى أكثر من المثلين منذ عام 2020، لتبلغ 869 مليار دولار بينما أصبح خمسة مليارات شخص أكثر فقرا.
وكشف تقرير أصدرته المنظمة، بالتزامن مع الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، أن أحد المليارديرات يدير الآن، أو هو المساهم الرئيسي، في 7 من بين أكبر 10شركات في العالم. .
ودعت أوكسفام الحكومات لكبح جماح نفوذ الشركات من خلال تفكيك الاحتكارات؛ وفرض الضرائب على الأرباح والثروة الزائدة؛ وتعزيز البدائل للسيطرة على المساهمين، ومن هذه البدائل أشكال ملكية الموظفين.
وتشير التقديرات إلى أن 148 شركة كبرى حققت أرباحًا قيمتها 1.8 تريليون دولار، بزيادة 52% عن متوسط ثلاث سنوات، مما سمح بدفع مبالغ ضخمة للمساهمين بينما يواجه ملايين العمال أزمة تكلفة المعيشة حيث أدى التضخم إلى تخفيضات في القيمة الحقيقية للأجور.
يقول تقرير لوكالة رويترز إن فعاليات دافوس انطلقت لدعم “رأسمالية أصحاب المصلحة”، والتي يقول المنتدى إنها لا تهدف فقط لتعظيم الأرباح، بل أيضًا تحقيق “التطلعات الإنسانية والمجتمعية كجزء من النظام الاجتماعي الأوسع”.
وأكدت أوكسفام إن هذه التطلعات بعيدة كل البعد عن التحقق.
وقال ماكس لوسون، رئيس قسم سياسة عدم المساواة: “ما نعرفه على وجه اليقين هو أن النظام المتطرف للرأسمالية، والذي يمنح الأولوية لتزايد أرباح المساهمين الأغنياء فوق كل الأهداف الأخرى، يتسبب في عدم المساواة”.
تقرير أوكسفام المفزع حول اتساع فجوة التفاوت، يوضح كيف أن النمو الهائل لقوة الشركات وثرواتها يعيد تشكيل العالم، وينتج دمارًا اجتماعيًا لصالح المليارات وتراكم ثروات هائلة لحفنة من الأقلية الحاكمة.
يبدأ التقرير بالإشارة إلى أنه منذ عام 2020، تضاعفت ثروات أغنى خمسة رجال في العالم بأكثر من الضعف، أو بمعدل 14 مليون دولار في الساعة، بينما أصبح 5 مليارات شخص، أي أكثر من نصف سكان العالم، أكثر فقرا.
وقال المدير التنفيذي المؤقت لمنظمة أوكسفام، أميتاب بيهار: “نشهد بدايات عقد من الانقسام، حيث يعاني مليارات الأشخاص من صدمات اقتصادية ناجمة عن الوباء والتضخم والحرب، بينما تزدهر ثروات المليارديرات.
وقال: “إن قوة الشركات والاحتكارات تستفحل وتولِّد عدم المساواة، فمن خلال الضغط على العمال، والتهرب من الضرائب، وخصخصة الدولة، وتحفيز انهيار المناخ، تحقق الشركات ثروات هائلة لأصحابها من الأثرياء.
“لكنها تقوم أيضًا باختراق السلطة، وتقوض الديمقراطيات وحقوقنا”.
سلط التقرير -بعنوان “العصر الذهبي الجديد للانقسام” -الضوء على النمو الهائل لثروات الشركات وأرباحها، في “عالم مسعور” يعاني فيه مليارات الأشخاص من “واقع مؤلم” يتمثل في ارتفاع تكلفة الغذاء وغيره من الضروريات.
وأشار التقرير إلى أن 4.8 مليار شخص أصبحوا في وضع أسوأ مما كانوا عليه عام 2019، حيث تجاوزت الأسعار الأجور، “ويرى مئات الملايين أن القوة الشرائية لأجورهم تقل كل شهر وأن تطلعاتهم لمستقبل أفضل تتلاشى!!
هناك 800 مليون عامل خسروا في العامين الماضيين 1.5 تريليون دولار لأن أجورهم تراجعت أمام معدل التضخم، بما يعادل شهراً تقريباً (25 يوماً) لكل عامل. ومن بين أكبر 1600 شركة في جميع أنحاء العالم، التزمت 0.4% منها فقط بدفع أجر معيشي للعمال.
ويقول التقرير: بينما تعاني الحكومات من مصاعب تفوق قدرتها على البقاء، “من المقرر أن تدفع الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل حوالي نصف مليار دولار أمريكي يوميًا على شكل فوائد ومدفوعات ديون من الآن وحتى عام 2029”. ويتعين عليها إجراء تخفيضات حادة في الإنفاق لسداد ديونها.
ويوضح التقرير الزيادة الهائلة في أرباح الشركات، حيث وجد أن كبرى الشركات في العالم حققت قفزة في أرباحها بنسبة 89% لعامي 2021 و2022 مقارنة بالفترة من 2017-2022، كما تغطي البيانات الأشهر الستة الأولى من العام المنصرم، الذي “يحطم كل الأرقام القياسية باعتباره العام الأكثر ربحية حتى الآن للشركات الكبرى.”
مثلًا، هناك زيادة بنسبة 278% في عام 2023 لأرباح 14 شركة للنفط والغاز؛ وارتفعت أرباح اثنتين من العلامات التجارية الفاخرة بنسبة 120% عن متوسط الفترة 2018-2021؛ وزيادة أرباح 22 شركة مالية بنسبة 32% عام 2023 مقارنة بمتوسط الفترة 2018-2021؛ وزيادة 32% في أرباح 11 شركة أدوية عام 2022 مقارنة بالفترة 2018-21.
الأكثر أهمية من زيادات الأرباح نفسها هو تركيز نفوذ وثروات الشركات بصورة لم يسبق له مثيل في التاريخ، فأكبر 0.001% من الشركات تكسب وحدها حوالي ثلث إجمالي أرباح الشركات.
الفصل الخاص بالسلطة الاحتكارية يؤكد أن الشركات تؤثر على الحكومات وأجندتها التشريعية، بدءًا من السياسة الضريبية إلى تركيز الشركات (من خلال عمليات الاندماج) والإنفاق الاجتماعي وتغير المناخ.
ويقول التقرير: “نعيش حقبة جديدة من القوة الاحتكارية”. «حيث يتمتع عدد صغير من الشركات بنفوذ غير عادي على الاقتصادات والحكومات، وتتمتع الشركات بسلطة جامحة على المستهلكين حيث تتلاعب بالأسعار؛ وتقمع الأجور وتسيء معاملة العمال؛ وتحد من الوصول إلى السلع والخدمات الحيوية؛ وتحبط الابتكار وريادة الأعمال؛ وتشهد هذه الحقبة خصخصة الخدمات والمرافق العامة لتحقيق الربح للقطاع الخاص”.
قال بيهار إن العالم لم ينس “كيف حرمت احتكارات الأدوية ملايين الناس من لقاحات كوفيد، بينما شكلت ناديا جديدا من المليارديرات”.
يشير إصلاحيو النظام الرأسمالي، بما في ذلك منظمة أوكسفام، إلى ضرورة زيادة الضرائب على الشركات والأثرياء كوسيلة لتحسين حالة عدم المساواة الاجتماعية إلى حد ما. لكن مثل هذه المقترحات تتعارض مع السجل التاريخي.
ويقول التقرير إنه منذ عام 1980، شنت الشركات “حربا مستدامة وفعالة للغاية” على الضرائب، وكانت النتيجة انخفاض النسبة القانونية بأكثر من النصف، حيث هبطت من 48% إلى 23.1%. وبعض الشركات الكبرى، بمحاميها ومحاسبي الضرائب لديها، تستغل الثغرات التشريعية، وإسقاط الديون، وينتهي الأمر بدفع ضرائب أقل بكثير من المعدل القانوني، أو أحيانًا لا ضريبة على الإطلاق.
وفوق هذا هناك الملاذات الضريبية. وتشير التقديرات إلى أن نحو تريليون دولار من الأرباح، أي 35% من الأرباح الأجنبية، تم تحويلها إلى الملاذات الضريبية في عام 2022.
تتجسد درجة تركيز الثروات في بعض البيانات الهامة. فقد نشأت عشر شركات عملاقة من “شركات الأدوية الكبرى” من بين 60 شركة على مدى العقدين الماضيين؛ وتسيطر شركتان عالميتان على أكثر من 40% من سوق البذور العالمية، مقارنة بعشر شركات قبل 25 عاما؛ وتتحكم أربع شركات في 62% من أسواق المبيدات الحشرية؛ كما أن ثلاثة أرباع الإعلانات العالمية عبر الإنترنت تتم من خلال Meta مالكة Facebook وAlphabet مالكة Google؛ كذلك تسيطر أربع شركات فقط على 74% من سوق المحاسبة العالمية.
وفيما يتعلق بقضية الاحتباس الحراري، يشير التقرير إلى أن “قوة الشركات تؤدي لانهيار المناخ، مما يولد معاناة كبيرة وتفاقم فجوة التفاوت”.
وكما هي الحال مع جميع تقارير أوكسفام السابقة، يستمر الوضع على ما هو عليه، بل يتفاقم بدرجة صارخة!!
حالة عجز
ويقول تحليل لشبكة “سي إن إن”، إن الأشخاص المكلفين باكتشاف المخاطر يرجحون حدوث “كارثة عالمية” في غضون 10 سنوات
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه مع تزايد أعباء الديون، قد تجد الحكومات نفسها عاجزة اقتراض المزيد لخدمة التزاماتها القائمة وتمويل الخدمات الأساسية بالقدر الكافي.
وقال مايكل سوندرز، العضو السابق في لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا، إن الحكومات العاجزة عن تمويل ديونها “ستضطر لتنفيذ تخفيضات مفاجئة ومؤلمة” في الإنفاق أو فرض زيادات ضريبية.
الغريب، أن أكثر من 250 مليارديرًا ومليونيرًا يطالبون بأن تقوم النخبة السياسية المجتمعة في دافوس بفرض ضرائب على الثروة للمساعدة في دفع تكاليف الخدمات العامة الأفضل في جميع أنحاء العالم.
وقال الأثرياء في رسالة مفتوحة إلى زعماء العالم: “طلبنا بسيط: نطلب منكم فرض الضرائب علينا، نحن الأغنى في المجتمع”. “هذا لن يغير مستوى معيشتنا بشكل أساسي، ولن يحرم أطفالنا، ولن يضر بالنمو الاقتصادي لدولنا. لكنها ستحول الثروة الخاصة المتطرفة وغير المنتجة إلى استثمار لمستقبلنا الديمقراطي المشترك.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن من بين الموقعين الأغنياء من 17 دولة وريثة ديزني أبيجيل ديزني؛ بريان كوكس الذي لعب دور الملياردير الخيالي لوجان روي في الخلافة؛ الممثل وكاتب السيناريو سيمون بيج؛ وفاليري روكفلر، وريثة الأسرة الأمريكية.
وقالوا في رسالة بعنوان “فخور بالدفع”، قاموا بتسليمها لزعماء العالم في دافوس: “نحن الأكثر استفادة من الوضع الراهن”. “لكن انعدام المساواة وصل إلى نقطة حرجة، وتكلفته بالنسبة لمخاطر استقرارنا الاقتصادي والمجتمعي والبيئي شديد ويتزايد كل يوم. باختصار، إننا بحاجة للتحرك الآن”.