المدرسة دون أدنى شك وسيلة مهمّة للغاية يمكن استثمارها بهدف الارتقاء بالوعي الأيدولوجي الهادف لتحرير الإنسان والمجتمع ، وهي تقدّم المزيد من الحريّة والإبداع ، ولعل للأصوات المرتفعة التي تريد من المدرسة أدوارا متعددة تحت ضغط المطالب الشعبية هو السبب الآخر وراء الدعوة للقضاء عليها
وحتى نكون أكثر موضوعية فإنّ كان هناك خلل ما فهو ليس في المدرسة كمؤسسة تربوية بل في بعض القائمين عليها، وما تزال الدراسات والأبحاث تسير قدما وتغذ الخطى في سبيل الارتقاء بالعملية التربويّة، وبحاضنتها الأولى وهي المدرسة ، تلك المؤسسة التي ارتبطت صورتها وصورة العاملين فيها ورسالتها بالذاكرة الجمعية للمجتمعات بالتوقير والاحترام والتقدير، وهذا ما يزال السائد في الوعي التربوي العام وعموم العالم وبتراثنا الإسلامي على وجه الخصوص ، حيث يقول الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلّم-: “إنما بعثت معلما” ، ويقول الشاعر حافظ إبراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها… أعـددت شعبا طيب الأعــراق
ولا ننسى قول أمير الشعراء أحمد شوقي: قم للمعلّم وفّه التبجيلا.. كاد المعلّم أن يكون رسولا
ويقول أيضا القائد الكبير ( نابليون بونابرت ) على أهميّة وجود المدارس: أننا كلما فتحنا مدرسة فإننا نكون بذلك قد أغلقنا سجنا
وتعتبر المدرسة عنوانا لرقي وتقدّم الأمم ومؤشرا متقدما في مجال التمييز بين اﻟﻤﺠتمعات المتخلّفة واﻟﻤﺠتمعات المتقدّمة، ولن يثنينا كتربويين ما جاء في كتاب ( إيليتش ) (مجتمع بلا مدارس) عن إبراز الدّور الرّيادي التي تقوم فيه المدرسة من تطوير للأفراد والمجتمعات، ولا يمكن التخلي عنه أو تهميشه، فالمدرسة هي أساس المجتمع وهي البوصلة الحقيقية على تقدمّه ولا غنى لأي مجتمع عن المدرسة ورسالتها.