حاكمنا ظالم
وشعبنا ظالم
فاعبر الى البحر
فد تجد
بلادا ريشها أخضرا
و فد تجد
وطنا يغتال في الضفة الأخرى
وقد لا تجدالا دمي يابسا
فانثره حبا على المعنى
ولا تنتظرني في رماد الماء
كي أتعرى حافيا من دمي
واعبر رمادا الى شجري
حاكمنا ظالم
وشعبنا ظالم
فاعبر الى البحر
قد تجد
بلادا ريشها أخضرا
أدسها متهجيا في المدى
وأستعير صلاة الغائبين /البحر والنار والأقمار و السذج
ورعشتي أوسع المن العوسج الطائش
يا وطني قامتي في الحب
مالت قليلا
وهي تمضغ أقمار المشيمتها الأولى
وهذا الموج لن يسرق الرمل الذي في دمي
لن يسرق الريح حين الريح تبكي
المواسم تبكي
و القبور تغني
و البياض دمي
يا وطني
كيف يرمون المدى
بضباب الوقت و الوقت ذاب الان في رعشتي
لكي تذوب حروف النص في كأس ماء
و المنافي تموت الان في
الكف في دمع الرثاء
كما لا نشتهي أبدا
حاكمنا ظالم
وشعبنا ظالم
فاعبر الى البحر
قد تجد
بلادا ريشها أخضرا
يا وطني
أيها الكون الذي في دمي
في اخر السطر
يبري السهم في كتفي
يصوب السهم نحو الريح
حين تمر السوسنات
يمر الجرح و الكوكب
صحوت لما غفوت الان مثل الجليد/ المشتهى
واقفا وحدي لكي ازرع الأقمار في خلوتي
ها …شامخ وطني
وحدي أدسه في الأحزان
أشربه جمرا على الريق كي يحيا السلام
المدى/ و العمر و الموت والأعشاب و الحرق
و أستعير جناحا كي أطير الى المعنى
أطير الى الأشجار في وطني
حاكمنا ظالم
وشعبنا ظالم
فاعبر الى البحر
قد تجد
بلادا ريشها أخضرا
الملح سدّ فمي
هل ما أرى واضح
لم أصح من غفوتي
من أرق الليل لا أبكي على وطني
ينقصني وطن
كي يكتمل وطني
وهدهد النبض صب الماء في الخفقة الأولى
فساح الماء و الشهب
و في فيوضاتها ذاب الغياب اختفى في عرسه الأول
وما الغموض و ما الترحال و الحمأ
اني رأيت دمي قد صبه المارقون / التيه والشغف
وكلما مرت الأقمار قد لا تضيء الليل و المراة في ظلها
قد لا تضىء دمي
و شيعتني في البحر اليتيم و قد أهدت الى الأرض أعشابا
تغني أغني لا أغني وتظمأ الحيارى لريح الفجرو القامة الأولى
تفتش عني
و القبور تخطت رقبتي تصرخ
حاكمنا ظالم
وشعبنا ظالم
فاعبر الى البحر
قد تجد
بلادا ريشها أخضر
هذا زمان الرياء التبق يا وطني
في الأرض مجمرة كبرى
لنا و لهم
قبرا بهيا يخيط الناس من ماءه
ومن عظامه ريشا أخضرا
وأرى في الظل جرحا تعرى للطغاة /العصاة /
الانحناء/ على القامات ينتصب
يا وطني
ها أنا أمشي على كبدي وحدي و لا أتعب
لا شيء في قمح وجهك الندي سوى هذا المجاز
وهذا البحر يتسع
وأبحث الان عن سكينة كي أقشر المدى مدنا في اخر البحة في الصوت
و الخيل و الأنساب و النسر و الألقاب
في الذل سيان
أرى الريح حين الماء يغزلها في الملح
يعبرها نحو المدى جملا
وحدي أسلت بكائي في المدى قبلا
ثم زرعت دمي في الغيم فانتشرا
و رحت أعتصر الخمر البهي مجازا في دمي
ساح كالأنهار كالعنبا
حاكمنا ظالم
وشعبنا ظالم
فاعبر الى البحر
قد تجد
بلادا ريشها أخضرا
و قد تجدني أنا مشردا في بلاد الريح في مقبرة
و قد تجد أحمر الشفاه في فم طفلة الندى
شردت في أنقرة
قد تجد أجدادك الأولون هائمون على وجوههم في المدى
و قد تجد في المدى
عرافة تشرب الأقمارمن ثديها
و تعبر الان سهما حافيا في دمي
و تغزل الان لحنا يابسا وحده
التوزع الفي فمي
فذقت طعمه حلو أشتهيه
و في عينيه أرسم دمعا مالحا و ربابا
أعبر البحر
غيم روحي الان في الأكف تعصر