لو كانت الصواريخ عبثية لما جاءوا بحاملات الطائرات ليساندوا دولة الاحتلال التي زرعوها كالشوكة في حلوقنا.
ولو كانت الكتائب مجرد بضعة مسلحين لما وقفوا على أبواب غزة خائفين أن يخطوا نحوها خطوة.
ولو كانت الخطابات لا تجدي لما تسمروا أمام الشاشات يسمعون كلام الملثم ويحللونه، ولما شعرنا نحن بشيء من العزة تدب فينا.
لو كانت المنشورات في مواقع التواصل غير مجدية لما حذفوها وقيدوا الحسابات.
ولكنها معركة وعي وصناعة رأي عام. ألم تشاهدوا البي بي سي كيف تكذب، والسي إن إن كيف تدلس، والجارديان تطرد رسامها استيف بن بعد أربعين سنة من، فقط لأنه انتقد إجرام رئيس الاحتلال في رسم ساخر.
هذه معركة أمة كاملة، لا معركة غزة وحدها.
غزة هي رأس الحربة فقط. والمعركة هي معركة عقيدة لا معركة جيوش. والقتال هو قتال وجود لا قتال حدود.
فخذ موقعك منها بحسب مجالك. بالمال والتظاهر وكتابة المنشورات في مواقع التواصل، وبإسكات التافهين.
لا تحاول إقناع المقاومة أن ما قامت به يضر بالقضية. بل حاول إقناع نفسك، أنه لا دخل لك فيمن يقاوم على الأرض.
واعلم أنه لا يجوز للقاعد أن يفتي للمجاهد.
قيل لأحد الفقهاء: لماذا جاء الجهاد آخر أبواب الفقه؟
فقال: لئلا يتكلم في الجهاد من لا يحسن الطهارة!