الاخبارية وكالات
حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الأحد من أن المنشآت الطبية باتت على شفا الانهيار في مدينة خان يونس بجنوب القطاع حيث تتركز حاليا الحملة العسكرية الإسرائيلية، فيما احتدمت المعارك في أنحاء القطاع.
وقال سكان إن طائرات ودبابات إسرائيلية دكت مناطق في مدينة غزة شمال القطاع حيث تسحب إسرائيل قواتها. ويمكن سماع دوي إطلاق نار واشتباكات في بيت لاهيا وجباليا القريبتين من مدينة غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يخوض “معارك شرسة” في خان يونس حيث أشار إلى أن القوات “قضت على إرهابيين وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة”.
وقالت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وكذلك حركة الجهاد الإسلامي إن مقاتلين اشتبكوا مع قوات إسرائيلية في عدة مناطق بأنحاء القطاع ليل السبت. وقالت كتائب القسام إن مقاتليها دمروا دبابتين إسرائيليتين في خان يونس.
وجاءت المعارك الأحدث بينما حث مسؤولون من الأمم المتحدة ووكالات إغاثة الدول على إعادة النظر في قرار وقف التمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والتي تشكل مصدرا مهما للمساعدات في غزة. وأوقفت تسع دول على الأقل التمويل بعد اتهامات من إسرائيل بضلوع 12 من موظفي الأونروا في هجمات شنتها حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة إن 165 فلسطينيا قتلوا وأصيب 290 في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة مما رفع العدد الإجمالي للقتلى في الضربات الإسرائيلية منذ بدء الحرب إلى 26422 شخصا.
ولا يفرق المسؤولون في القطاع الذي تديره حماس بين المسلحين والمدنيين في إحصاء القتلى والمصابين.
وتقول إسرائيل إن 220 جنديا قتلوا في الاجتياح البري، وإنها قتلت تسعة آلاف مقاتل في غزة، وهي حصيلة نفت حماس صحتها.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن ضربة على منزل في حي بمدينة غزة قتلت ثمانية أشخاص.
وشنت إسرائيل الحرب التي تقول إنها تهدف للقضاء على حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة عبر الحدود والذي قال مسؤولون إسرائيليون إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 253.
وأعلن الجيش الإسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة عند معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة بعد أن حاول متظاهرون يمينيون وبعض عائلات الرهائن منع دخول المساعدات إلى القطاع، قائلين إنها لا طائل من ورائها سوى مساعدة حماس.
وانتشرت احتجاجات في إسرائيل تطالب الحكومة ببذل المزيد لضمان إطلاق سراح الرهائن، مع عدم تحقيق تقدم يذكر في محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها مصر وقطر منذ نوفمبر تشرين الثاني بسبب تباين المواقف بين إسرائيل وحماس.
* انهيار نظام الرعاية الصحية
قال مسعفون فلسطينيون وسكان إن إسرائيل واصلت قصف المناطق المحيطة بالمستشفيين الرئيسيين في خان يونس، مما أعاق جهود فرق الإغاثة للاستجابة لنداءات يائسة من محاصرين وسط القصف الإسرائيلي.
وقال القدرة “هناك عجز تام في النظام الصحي في مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل”.
وتقول إسرائيل إنها تحاول تجنب الخسائر في صفوف المدنيين والسماح باستمرار عمل المستشفيات. كما تتهم حماس بتنفيذ عمليات من مناطق مكتظة بالسكان، بما في ذلك المناطق المحيطة بالمستشفيات، واستخدام المدنيين دروعا بشرية. ونشرت صورا ومقاطع فيديو تقول إنها تدعم هذا الاتهام، وهو ما تنفيه حماس.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن الطواقم الطبية في مستشفى الأمل بخان يونس لن تتمكن من إجراء العمليات الجراحية بسبب نفاد إمدادات الأكسجين.
واستمر نزوح العائلات من خان يونس يوم الأحد. وسلك البعض طرقا ترابية صوب مدينة رفح على الحدود مع مصر أو دير البلح شمالا. واتجه آخرون غربا إلى منطقة المواصي حيث وصف السكان وضعهم بأنهم مكتظون في منطقة صغيرة.
وقال أبو رؤوف، وهو كهربائي وأب لأربعة أبناء “الزحمة مش طبيعية… الناس فقدت قدرتها على التفكير وحتى الشعور، بيتحركوا كأنهم آلات أو روبوتات، كلها مسألة وقت قبل ما الدبابات تجتاح المنطقة هنا، ما فيش مكان آمن”.
كما وصفت ريم أبو طير التي غادرت خان يونس وسط الطقس البارد ومعها أطفالها الثلاثة وأحدهم رضيع كيف تمكنوا من الفرار بحياتهم هربا من القصف والدمار المحيط بهم لينتهي بهم للعيش في البرد.
وقالت إنه إذا لم يلق الطفل حتفه بسبب القصف فسيلقى المصير نفسه بسبب الطقس البارد.