- ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﺳﻢ ،ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻭﺗﻌﻨﻲ،ﻛﻠﻤﺔ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ -: [ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻠﻪ ]
.
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ، ﺍﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ [ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ] ﻭﺍﻣﻪ ﻛﺎﻧﺖ ،ﺗﺪﻋﻰ [ ﺭﻓﻘﻪ ﺑﻨﺖ ﺑﺘﻮﺋﻴﻞ ﺑﻦ ﻧﺎﺣﻮﺭ ] ،
ﺍﻣﺎ ﻋﻦ [ ﻧﺎﺣﻮﺭ ] ،ﻓﻬﻮ ﺍﺧﻮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ [ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ] ، ﻭﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ، ﺍﻥ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻳﻨﺴﺐ ﺍﻟﻴﻪ ﺷﻌﺐ ﺑﻨﻲ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
.
ﻭﻗﺪ ﺣﺮﻡ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ . ﺍﺣﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻪ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ -: [ ﻟﺤﻢ ﺍﻻﺑﻞ ] ﻭﺍﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻪ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ [ ﺍﻟﺒﺎﻥ ﺍﻻﺑﻞ ]
ﻭﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ . ﺍﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ،ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻣﺮﺽ ﻣﺮﺿﺎ، ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻓﻨﺬﺭ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻧﺬﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ
ﻟﺌﻦ ﺷﻔﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ، ﻣﺮﺿﻪ ﻟﻴﺤﺮﻣﻦ ﺍﺣﺐ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﺍﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ …
.
ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ : ﺇﻥ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ [ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ] ،ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺷﺐّ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺃﺑﻴﻪ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﺗﻪ ﺃﻣﻪ [ ﺭﻓﻘﺔ ]
ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻟﻪ [ ﻻﺑﺎﻥ ] ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺄﺭﺽ ﺣﺮﺍﻥ ﻟﻴﻘﻴﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﻷﻧﻬﺎ ﺧﺎﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻌﻴﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻋﺪﻩ ﻭﻫﺪﺩﻩ،
ﻓﺴﺎﻓﺮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻟﻪ ﻭﻭﺟﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﺑﻨﺘﻴﻦ -: ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﺳﻤﻬﺎ [ ﻟﻴّﺎ ] ،ﻭﺍﻟﺼﻐﺮﻯ [ ﺭﺍﺣﻴﻞ ] ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺟﻤﻠﻬﻤﺎ، ﻓﺘﺰﻭﺝ
ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ، ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺧﺘﻴﻦ،
ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺟﺎﺋﺰًﺍ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻌﺘﻬﻢ ﺛﻢ ﻧﺴﺦ، ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ
ﻓﻘﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﺭﺍﺣﻴﻞ ﻭﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻤﺎ : ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ [ ﻳﻮﺳﻒ ] ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺷﻘﻴﻘﻪ، [ ﺑﻨﻴﺎﻣﻴﻦ ] ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺼﺤﺔ ﺫﻟﻚ
ﺩﻋﺎ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ،ﻭﺗﺮﻙ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﻗﺪ ﺍﺑﺘﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺒﻴﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﺎﻟﺒﻼﻳﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻓﺼﺒﺮ ﻭﻧﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﺃﻧﻪ ﻓﻘﺪ ﺑﺼﺮﻩ ﺣﺰﻧًﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻩ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻜﺮ ﺑﻪ
ﺇﺧﻮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﻮﻯ ﺑﻨﻴﺎﻣﻴﻦ، ﺛﻢ ﺭﺩّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ﺑﺼﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﺎﺀ، ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺑﻘﻤﻴﺺ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ،ﻓﻌﺎﺩ ﺑﺼﻴﺮًﺍ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﻏﻴﺎﺏ ﻭﺷﺪﺓ ﺣﺰﻥ ﻭﺃﻟﻢ
ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪ ﺍﺑﻨﻪ، ﻭﺣﺒﻴﺒﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ -: } ﻓﻠﻤَّﺎ ﺃﻥ ﺟﺎﺀَ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮُ ﺃﻟﻘﺎﻩُ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪِ ﻓﺎﺭﺗَﺪَّ ﺑﺼﻴﺮًﺍ { [ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﻮﺳﻒ ]
ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﺎﺑﻨﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ،ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﻏﻴﺎﺏ
ﺣﻴﺚ ﻣﻜﺚ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ
.
ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﺛﻨﻰ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻻﺩ، ﻓﻘﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻻﻭﻟﻰ [ ﻟﻴﺌﺔ ] ، ﺳﺘﺔ ﺍﻭﻻﺩ ، ﻭﺟﺎﺭﻳﺘﻬﺎ [ ﺯﻟﻔﺔ ] ،ﻓﻘﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﻭﻟﺪﻳﻦ،
.
ﺍﻣﺎ [ ﺭﺍﺣﻴﻞ ] ،ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﻭﻟﺪﻳﻦ ﻫﻤﺎ، [ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ – ﺑﻨﻴﺎﻣﻴﻦ ] ، ﻭ ﺟﺎﺭﻳﺘﻬﺎ [ ﺑﻠﻬﺎ ] ،ﻭﻟﺪﺕ ﻟﻪ ﻭﻟﺪﻳﻦ ،
ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﺍﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻭﻻﺩﻩ ﻗﺪ ﻭﻟﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻻ ﺑﻨﻴﺎﻣﻴﻦ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ،
ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﺣﺐ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ، ﻗﻠﺐ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﺑﻦ [ ﺭﺍﺣﻴﻞ ] ،
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﻪ ﺍﻟﻰ ،ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﻗﺪ ﻻﺣﻆ ﺍﻭﻻﺩ ﻳﻌﻘﻮﺏ،
ﺫﻟﻚ ﻟﺬﺍ ﻏﺎﺭﻭﺍ ﻣﻨﻪ، ﻭﺍﺧﺪﻩ ﻳﺪﺑﺮﻭﺍ ﻟﻪ . ﻣﻜﻴﺪﺓ ﻓﺎﻭﻗﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ، ﻭﺭﺟﻌﻮﺍ ﻻﺑﻴﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻘﻤﻴﺺ،
ﻳﻮﺳﻒ ﻭ ﺍﺩﻋﻮﺍ، ﺍﻥ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻛﻠﻪ ﻓﺤﺰﻥ، ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺣﺰﻥ ﺷﺪﻳﺪﺍ ،ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺐ ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ….
.
ﺗﻮﻓﻲ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ، ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﺑﻴﻮﺳﻒ،
ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺻﻰ ﻧﺒﻲُّ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﺑﻨﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻨﻪ ﻣﻊ ﺃﺑﻴﻪ، ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﺟﺪﻩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ،
ﻭﺳﺎﺭ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺩﻓﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺑﺤﺒﺮﻭﻥ، ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ …
.
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﻮﺕ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ( ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ) :
.
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ }-: ﻭَﻭَﺹَّﻯ ﺑِﻬَﺎ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢُ ﺑَﻨِﻴﻪِ ﻭَﻳَﻌْﻘُﻮﺏُ ﻳَﺎ ﺑَﻨِﻲَّ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠّﻪَ ﺍﺻْﻄَﻔَﻰ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟﺪِّﻳﻦَ ﻓَﻼَ ﺗَﻤُﻮﺗُﻦَّ ﺇَﻻَّ ﻭَﺃَﻧﺘُﻢ ﻣُّﺴْﻠِﻤُﻮﻥَ { [ ﺱﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ]
.
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ }-: ﺃَﻡْ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺷُﻬَﺪَﺍﺀ ﺇِﺫْ ﺣَﻀَﺮَ ﻳَﻌْﻘُﻮﺏَ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕُ ﺇِﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﻟِﺒَﻨِﻴﻪِ ﻣَﺎ ﺗَﻌْﺒُﺪُﻭﻥَ ﻣِﻦ ﺑَﻌْﺪِﻱ ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﻧَﻌْﺒُﺪُ ﺇِﻟَـﻬَﻚَ ﻭَﺇِﻟَـﻪَ ﺁﺑَﺎﺋِﻚَ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻭَﺇِﺳْﻤَﺎﻋِﻴﻞَ ﻭَﺇِﺳْﺤَﺎﻕَ ﺇِﻟَـﻬًﺎ ﻭَﺍﺣِﺪًﺍ ﻭَﻧَﺤْﻦُ ﻟَﻪُ ﻣُﺴْﻠِﻤُﻮﻥَ { [ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ] ..
.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺑﻴﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﺑﻨﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﻀﺎﺭ، ﻣﺸﻬﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ .. ﻧﺤﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻴﺖ ﻳﺤﺘﻀﺮ .. ﻣﺎ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻻﺣﺘﻀﺎﺭ .. ؟ ﻣﺎ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﺫﻫﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻼﻧﺰﻻﻕ ﻣﻊ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ؟ ﻣﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ .. ؟ ﻣﺎ ﺍﻟﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻔﻬﺎ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺃﺣﻔﺎﺩﻩ .. ؟ ﻣﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﻤﺌﻦ – ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ – ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ .. ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ؟
.
ﺳﺘﺠﺪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺆﺍﻟﻪ ( ﻣَﺎ ﺗَﻌْﺒُﺪُﻭﻥَ ﻣِﻦ ﺑَﻌْﺪِﻱ ) . ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻭﻳﺆﺭﻗﻪ ﻭﻳﺤﺮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺨﺮﻩ ﺍﻟﺴﻮﺱ ﻭﻻ ﻳﻔﺴﺪﻩ .. ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺬﺧﺮ ﻭﺍﻟﻤﻼﺫ
.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ : ﻧﻌﺒﺪ ﺇﻟﻬﻚ ﻭﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺋﻚ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﻟﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ، ﻭﻧﺤﻦ ﻟﻪ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ .. ﻭﺍﻟﻨﺺ ﻗﺎﻃﻊ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﻌﺜﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ .. ﺇﻥ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻨﻪ، ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭﺇﻥ ﻇﻠﻮﺍ ﻓﻴﻪ، ﺃﺩﺭﻛﺘﻬﻢ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ