من نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى جاكرتا بإندونيسيا، تغرق الأراضي في الكثير من المدن الساحلية بمعدل ىأكبر من معدلات ارتفاع مستوى سطح البحر
وارتفاع مستوى سطح البحر، بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجات حرارة الجو، دق جرس الإنذار للمدن الساحلية بالفعل نتيجة لزيادة العواصف والفيضانات حتى في الأيام المشمسة، حيث يزداد ارتفاع المد.
ويقول العلماء إن هذه التحديات سوف تستمر في التزايد لأن التوقعات العالمية تشير إلى ارتفاع متوسط مستوى سطح البحر بما لا يقل عن قدم واحدة فوق مستويات عام 2000 بحلول نهاية هذا القرن.
ومع ذلك، تواجه مدن عديدة عاملاً آخر يجعلها أكثر عرضة لارتفاع منسوب المياه، ألا وهو هبوط الأراضي.
ثلاثة علماء، هم باي تشين وو، ومينج (مات) وي، وستيفن دهوندت، بكلية الدراسات العليا لعلوم المحيطات بجامعة رود آيلاند، يعملون مع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية لبحث التحديات التي تواجه المدن الساحلية. وقد توصلوا إلى أن الأرض تغرق بمعدل أسرع من معدل ارتفاع مستويات سطح البحر في مدن ساحلية عديدة حول العالم.
وباستخدام الصور الرادارية لسطح الأرض والتي تم جمعها من الأقمار الصناعية، قام العلماء بقياس معدلات هبوط الأرض في 99 مدينة ساحلية. وتتباين هذه المعدلات كثيرًا داخل المدن ومن مدينة إلى أخرى، ولكن إذا استمرت، فسوف تتعرض مدن كبرى عديدة للفيضانات في وقت أقرب بكثير مما تتوقعه نماذج ارتفاع مستوى سطح البحر.
وتشهد المدن في جنوب وجنوب شرق وشرق آسيا أسرع معدلات الهبوط. وتقوم إندونيسيا بنقل عاصمتها مسافة 800 ميل من جاكرتا إلى نوسانتارا، ويرجع ذلك، بدرجة كبيرة، إلى أن جاكرتا تغرق بمعدل ينذر بالخطر بسبب استخراج المياه الجوفية.
المناطق الأخرى ليست محصنة. توصلت الأبحاث إلى أن معظم أراضي مدينة نيويورك تهبط ما بين 1 إلى 4 ملليمتر سنويًا بسبب مزيج من العوامل الطبيعية ووزن أكثر من مليون مبنى. ومع توقع أرتفاع مستوى سطح البحر فيها ما بين 8 و30 بوصة بحلول عام 2050، فإن الهبوط يزيد من تعرضها للعواصف الساحلية.
في الولايات المتحدة، تنحسر معظم المدن الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي. وحتى لو كان معدل الانخفاض -1 مليمترًا سنويًا، فيجب احتسابه. وتتعرض مدن أمريكية أخرى لخطر الهبوط أيضًا، وخاصة في خليج المكسيك.
وفي جميع أنحاء العالم تواجه الحكومات التحدي المتمثل في تراجع المناطق الساحلية، وهناك تحد عالمي مشترك يتمثل في التخفيف من مخاطر الفيضانات المتزايدة.
وبينما تستمر الأبحاث في التطور -مثلما يحدث باستخدام التعلم الآلي لتحسين قدرتنا على المراقبة – فإن العلماء يحثون مخططي المدن ومديري الطوارئ وغيرهم من صناع القرار على مراعاة هبوط الأراضي في الخطط التي يضعونها اليوم استعدادًا لتأثير ارتفاع مستويات سطح البحر في المستقبل.