الإرجاف الإعلامي المُعاصر، يُمثل حالة انفرادية أُحادية، قفزت حماقة على خمسة أنظمة حاكمة متعاقبة، بمروق في كل أبجديات وحيثيات المهنة، متعدياً وما هو ببالغ بضعة أسطر في ميثاق فن الكذب نفسه، الذي أطلقه الوزير الألماني جوزيف جوبلز إبان العهد الهتلري…
فإذا كان لكل حقبة نُظراء إعلاميين أو صحفيين بمثابة الظهير الأثمن لاستتباب عرش النظام الحاكم، والذراع الأيمن للسلطة والركض الجاثم.. فمن دواعي الحكمة أن يكون للمنظومة الإعلامية أهلها، كي يكترثوا بمهامهم في استرضاء النُخبة الحاكمة، واقناع أكبر قطاع من الكتلة المحكومة… والاقناع وإن لم يكن بصورته الحقة، فاحترافية المهني أكان إعلامياً أو صحفياً، تكفل له أبعد غايات النظام الرأسي من المتلقي..
ما أعنيه هنا هي ساحة فن الكذب، أو بعبارة أليق فن التطبيل، التي رتع فيها الإعلام المُنظر لمبارك، بمختلف مجالاته السياسية والاقتصادية والرياضية، فصال وجال إبراهيم نافع وسمير رجب وجلال دويدار وإبراهيم سعدة ومحمود معروف وفتحي سند وغيرهم ،،
الإعلام المصري الآني، فشل فشلاً أفقده كل صلاحيات الآدمية، ولم يعد في أقصى جعبته أن يقنع أطفال وصبية… …
وإرهاص الفشل هي المقدمات الجاهلة الناعقة، وما تلتها من نتائج خائبة ماجنة مارقة فاقرة عابسة…..