قد تَتَبخر الشرائع السماوية الأربعة من قلب امريء، لكنه يسع سماحة ووداعة الإنسانية كلها في قلبه، وتُتَرجم أبجديات الإنسانية كلها على لسانه، ويَزهق نفسه ويكمد روحه ويُضمر النيران في نواحي جسده، قُرباناً لموت الإنسانية، ونفيراً من حماقة اللا إنسانية…..
يُعرب عن هذا التقرير أحد أيقونات الضمير، غير المسلم معتقداً، وغير العربي مولداً، فيما هو المُسّلَم المُنَاصر لكينونة فلسطين أرضاً وعرضاً وسبيلاً ومسلكاً….
إنه آرون بوشنيل، الطيار الأمريكي الذي قدّ طريقاً على غير إرادة الجندية الأمريكية ، التي تمرق كل ستار يُؤمن سِلم الفلسطينيين ، وتخرق كل جدار يُظلل وحدة الفلسطينيين… فكأنما ابتغى تعرية العرب من قناع المروءة، وتعرية أمريكا والمؤسسات الدولية من قداسة الوصاية…
أزهق روحه على منوال نورمان موريسون الناشط الأمريكي، الذي امتعض من حرب أمريكا على فيتنام…
أنهى حياته بحرق نفسه وهو صائح بأحر جملة على سقيع الواقع المُخنس : لن أكون متواطئاً بعد اليوم في الإبادة الجماعية لفلسطين…
فلسطين حرة وستبقى حرة…..