أيام قلائل ويحل علينا شهر رمضان المبارك بخيراته وبركاته ورحماته وروحانياته، وأتمنى من الله وأدعوه أن تخف نار الأسعار وتخمد حتى يستطيع كل مواطن أن يلبي احتياجات أسرته خلال الشهر الكريم وما بعده وحتى يأتي الفرج من الله ويزيل هذه الغمة عن الناس وينهض الاقتصاد المصري من كبوته بإذن الله.
وعلى القادرين والموسرين ومن أفاض الله عليه من نعمه أن يمد يده دائمًا لمساعدة غيره من غير القادرين والذين أصبحوا كثر وأكثرهم من أهل الطبقة الوسطى، وذلك عن طريق وسائل أو طرق دون جرح كبريائهم أو خدش حيائهم أو كشف الستر عنهم.
وفئة الطبقة الوسطى تحديدًا هي التي فرمتها قرارات الإصلاح الاقتصادي وعصرتها حالات التضخم وشوتها نار الأسعار التي تزداد يومًا بعد يوم؛ لأن هذه الطبقة الوسطى كانت دخولها المادية في الماضي تكاد تكفي متطلباتها الحياتية من مأكل ومشرب وتعليم أولادهم وغيرها من المصروفات دون ادخار أي فوائض مالية، ولكن بعد حالة السعار التي تشهدها الأسعار، وبالرغم من الزيادة المالية التي قررتها الدولة لموظفيها، فإن المعاناة مازالت موجودة والأنين المكتوم مازال في الصدور من لهيب الأسعار، ولذا أرجو من الله أن يكون هناك انفراجًا قريبًا وانخفاض في الأسعار بسبب تدفق الاستثمارات الخارجية على مصر خلال الفترة الماضية والإجراءات الاقتصادية للبنك المركزي مؤخرًا.
وكلنا نعلم أن الطبقة الوسطى تتضمن الكثير والكثير من ذوي أصحاب المناصب الاجتماعية بداية من وكلاء وزارة ودكاترة ومهندسين ومحامين وإعلاميين وصحفيين وغيرهم ممن يتبوأن مناصب وجيهة وفي نفس الوقت دخولهم محدودة، ولا تستطيع مواجهة غول الغلاء الذي يحدث الآن؛ حيث يعاني معظمهم شظف العيش ومعاناة تدبير احتياجات تكاليف الحياة اليومية لأسرهم بسبب حالة التضخم الرهيبة في أسعار كافة السلع والخدمات، وعجزهم المالي عن توفير حتى الاحتياجات الأساسية من السلع الغذائية حتى نهاية الشهر، ولكن لا يبيحون بآلامهم لأحد حفظًا لماء الوجه وحماية كرامتهم وكرامة أولادهم أمام الأقرباء والأصدقاء وعامة الناس ودائمًا يظهرون أمام العامة بستر الله ولا يمدون أيديهم لأحد طلبًا للمال، ولكن يرفعونها لرب السماء لفك الكرب عنهم وهم من ينطبق عليهم الآية الكريمة؛ حيث قال تعالى ( يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ صدق الله العظيم