الدكتور “محمود حافظ” طبيب عظام أراه مختلفاً عن كل أطباء العظام في مصر وعددهم سبعة آلاف دكتور ، فله إختراعات عدة في مجال تخصصه ، وهو خشونة الركبة والمفاصل الصناعية بلغ عددها ٢١ براءة إختراع دولية ..
و قد ساهم في تطوير عمليات المفصل الصناعي مما جعلها أكثر سهولة ويسرا ، ونتائج أفضل ، ويمكن إجراؤها للركبتين في وقت واحد ..
و الجراحة التقليدية صعبة وتحتاج إلى اكثر من ٣٠٠ قطعة من الآلات الجراحية اللازمة لإجراء الجراحة ، لكن بهذه التقنية لا تحتاج إلا إلى قطعتين فقط ..
وأبتكاره هذا هو ما يعرف بتقنية “القوالب الإلكترونية” للمفصل الصناعي للركبة ..
وقام به في بريطانيا ثم ذهب إلى أمريكا و نشره هناك وانتشر بسرعة ، وتم الأخذ بإختراعه بدول عدة مثل سويسرا وألمانيا واليابان وأستراليا وغيرها و اجريت عدة ملايين من العمليات بهذه الابتكار، وقد حرص على نشره في المجلات العلمية المتخصصة ذات الشهرة العالمية قبل بداية تطبيقه.
سألت الطبيب النابغة: متى يجب على الإنسان إجراء هذه الجراحة. ؟
أجابني بأبتسامة النجاح قائلاً: الغضاريف هي أساس المفاصل ، وهي صناعة ربانية جيدة جداً للمفاصل التي تقوم عليها الحركة ، فإذا تآكلت بالكامل لا قدر الله فلابد من إجراء عملية لإصلاحها و منها عملية المفصل الصناعي.
قلت له: أعرف أصدقاء “تعبوا” جداً جداً بعد هذه العملية ، ويشكون من آلام صعبة وعدم قدرتهم على المشي.
أجابني وهو لم يفقد أبتسامته: العملية طبعاً مش سهلة وتحتاج إلى وقت حتى يعود المريض إلى حالته الطبيعية ، والعلم يتقدم باستمرار وكذلك الأجهزة المستخدمة ، وهناك دوماً تحسن مستمر في هذا المجال والان المريض يخرج من المستشفي بعد عدة ساعات من اجراء العملية.. لكن الأهم أن يأخذ المريض حذره بإختيار الجراح الذي سيجري له العملية فيفضل أن يكون متخصص في جراحة المفاصل الصناعية، بالإضافة إلى المستشفى وطاقم التمريض والعلاج الطبيعي يكون فاهم شغله.
والطبيب المتميز د.”محمود حافظ” من الصعيد ، وجده كان شيخ بلد “منفلوط” لمدة تجاوزت النصف قرن ، وعاش أكثر من قرن من الزمان ، و هو أول طبيب في الأسرة مارس مهنة الطب، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة القاهرة ، وزمالة الكلية الملكية للجراحين ب”أدنبرة” في إنجلترا ، ودكتوراه في جراحة العظام من جامعة “ليدز” الإنجليزية ، وقامت أمريكا بتكريمه ، فحصل على الدكتوراة الفخرية من إحدى جامعاتها هناك ، وكذلك جوائز من دول عدة مثل سويسرا واليابان والصين و غيرها ..
وهو أستاذ زائر بجامعة “كارديف” الشهيرة في “ويلز” بالمملكة المتحدة ، وغيرها من البلاد الأوروبية ، فله مكانته كطبيب عالمي بأعتباره أول من أستخدم “القوالب الإلكترونية” في تركيب المفصل الصناعي للركبة وقد تبنت احدي اختراعاته شركة أمريكية كبرى متخصصة في هذا المجال ، وقد أجرى أكثر من ألف عملية جراحية بهذه الطريقة في مصر،
ويدخل في دنيا العجائب أن الحكومة المصرية ووزارة الصحة لم تحاول الإستفادة منه ومن خبرته العالمية كالعادة للأسف الشديد !!
ولأنه مصري بيحب بلده فقد رفض جميع الإغراءات المقدمة إليه من الخارج وكان في وسعه أن يكسب الملايين .. لكنه أصر أن يظل في بلاده بتشجيع من شريكة عمره ، وهي تنتمي إلى الأسرة الصحفية وتعمل في جريدة “ويكلي” الإنجليزية الصادرة عن “الأهرام” ..
وبالطبع موقفه هذا يستحق تعظيم سلام له ولزوجته لأن الإحصاءات الرسمية تقول أن نصف أطباء مصر هاجروا للخارج .. عجائب !!