لكل منّا عائلة صغيره في هذا الزمان هي كل اهتماماته، التي هي زوج واولاد والسلام عليكم، اما العائلة الكبيرة التي هي اهل الزوجة واهل الزوج ففي هذا الزمان عليهم السلام ورحمة الله!
لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها اولاً، وثانياً لأنني سأكتب هنا عن عائلتي الصغيرة وفقط..
وعائلتي الصغيرة تتكون من انف وثلاث عيون، اقصد زوج وثلاث أبناء!
ابنتي التي سأكتب عنها اليوم هي الصغيرة واحمد الله على ذلك، فلو كانت الكبيرة لكانت الآن زوجة وأم وكنت انا جدّة لثلاث احفاد بدلاً من ان أكون ام لثلاث أبناء أكتب عنهم!
من اليوم الأول الذي أهداني الله إياها وانا اعلم علم اليقين انه دون ان يبذل أحدهم أي جهد في ان يكفي القدرة على فُمّها هتطلع البنت لأمها!
يقولون انها نسخة مني في الشكل وهذا ما يجعل إعجاب من هم
بي منطقياً جداً!!UNDERAGE
وكان التشابه في الشكل هو فقط العامل الوحيد المشترك بيني وبينها، اعتقد ان القِدرة عندما كفاها من كفاها على فُمها لم يكفها بشكل كافي!
مختلفتان، ولكن الاختلاف الذي لا ولم يفسد للود أي قضية فهي صاحبتي وانا صاحبتها، ليس كلاماً في مقال يكتب لكنها الحقيقة، وما أجملها من حقيقة.
صاحبتي وصاحبتها اقصد بها انها تحكي لي واحكي لها، تشكوا لي وتشكوني واشكوا لها واشكوها، تستشيروني واستشيرها، انصحها وتنصحني، ابوح بأسراري لها وكل أسرارها عندي!
ليس بيننا حجاب او حرج، ليس هناك خوف “من” لكن بكل تأكيد هناك خوف “على”.
وعندما أُسأل عن مدى سهولة او صعوبة الوصول بالعلاقة الى هذا الشكل بين الفتاة وامها لا أستطيع ان اصنع من البحر طحينة وأدعي السهولة وإمكانية تحقيق ذلك لكل من هبّت ودبّت، الإمكانية ليست سهلة خاصة لمن تهب وتدب من الأمهات، الموضوع يحتاج الهدوء واتساع الصدر والافق
كونك ام حنون تهتم بابنتها وتخاف عليها صدقيني هذا لا يكفي!
اسمع من ابنتي ما يجعل العين تتسع والفم على مصراعيه، لكني اسيطر تماماً على كل ردود افعالي الظاهر منها فقط لكن الباطن يعمله الله!
لا انصح الا عن علم تام بما أقول ولا اقول الا ما هو أقرب للمنطق، أفكر في الدوافع والأسباب والاحتياجات قبل ان أفكر في العواقب والعقاب وما قد يحدث من تجاوزات!
أحاول ان اتحدث لغتها فلا تحتاج الى عناء ترجمة نفسها في كل مرة تتحدث فيها معي وأجد ذلك واجباً عليّ نحوها، وفي نفس الوقت يمنحني شعوراً عجيباً بالتحدي انني، أينعم، سوف آخذ زماني وزمن غيري، عادي جداً!
هي أشياء ليست سهلة خاصة على من لم يحسب حسابها من اول التفكير في إنجاب الأطفال، كلنا كنّا نحسب حساب الحمل والرضاعة والمصروفات ولم نلقي بالً واهتماماً للتربية وفنونها، اغلبنا يستثمر في أبنائه بالمال فقط ولا يدري انها تجارة خاسرة!
تعرض السينما وكذلك الدراما اشكالاً لعلاقة الام بابنتها منها ما هو شديد القسوة ويجب بتره من المجتمع، ومنها ما هو صحي يحتذى به.
واعلم انني عندما اطرح هنا علاقة نعيمة الماظيه بابنتها زوزو
في فيلم خلي بالك من زوزو كمثال يحتذى به في العلاقة الصحية الناجحة بين الفتاة وامها، اعلم تمام العلم انني سألقي سيل من الهجوم اكبر من سيل الهجوم الذي تلقته الحكومة عندما وصل سعر السكر خمسون جنيهاً للكيلو!
في ظاهر الامر نعيمة الماظية راقصة اعتزلت الرقص واجبرت ابنتها زوزو على ان تحل محلها لتأكل من وراء ذلك
لكن الحقيقة التي اوضحها الفيلم بعد ذلك ان الماظية لا ترى ف الرقص ما يشين وإنها تعتبره مهنة تؤديها الراقصة ثم تعود الى حياتها كأي سيدة عادية، وانها لو رأت غير ذلك لما سمحت لابنتها ابداً ان ترقص والدليل انها رفضت ان ترقص ابنتها في كاباريهات شارع الهرم “زي بتعة”.
في مشهد رائع على ارض غرفة نوم زوزو تجلس الام وتحتضن ابنتها ورغم قسوة الحياة تؤكد لها انها لن تجعلها ترقص بعد اليوم إذا كان ذلك سبب تعبها وتغير حالها، وترد زوزو انها رضعته من صغرها وتحبه، تقصد الرقص طبعاً
لكنها في نفس الوقت تعلل لزملائها في الجامعة عملها بالرقص انها تحمل عن أمها العبء وتساعدها وان أمها لو كانت فرّانه او بياعة سجاير كانت ساعدتها في ذلك ايضاً.
كيف أنقذت زوزو أمها من السخرية والمهانة في حفل الزفاف ولم تعمل اعتبار لأي شيء الا لكرامة الماظية أمها فقامت ورقصت عنها!
ورغم التفاهم والمحبة والانسجام والتضحية المتبادلة في علاقة زوزو ب أمها نعيمة الماظية الا ان الماظية عندما استشعرت وقوع ابنتها في الخطر ولم تستطع ان تمنعها عن ذلك شجعت سعيد حبيب زوزو عندما صفعها على وجهها ليمنعها هو شجعته بقولها: ينصر دينك يا شيخ!
اما الشحرورة صباح بكلمات المبدع حسين السيد اختصرت علاقتي بابنتي في كلمات أراها أكثر تعبيراً من عشر مقالات اكتبها ولا استطع ان اصف فيها ما بيني وبينها او بالأحرى ما بيني وبيني..
دي حبيبتي ومش بس حبيبتي دا احنا أختين!
والفرحة الواحدة بنقسمها على ضحكتين.
يا ما نفسي اشوفها فوق جنب الشمس
واكتب على باب السما يافطة ممنوع اللمس
توصل قد ما توصل، تكبر قد ما تكبر
قلب الام هيفضل زي الأول واكتر.