رحل ابراهيم عن مصر واصطحب فى سفره لوطا ورجع الاثنان من مصر بمال وفير ونزلا بالارض المقدسة فلسطين ثم ضاقت بانعامهما واغناهما بقعة الارض التى نزلا بها فنزح لوط الى مدينة سدوم واستقر بها .
كان اهل سدوم ذوى اخلاق فاسدة لا يتعففون عن معصية ولا يتناهون عن منكر فعلوه وكانوا من افجر الناس واقبحهم سيرة كانوا يقطعون الطريق ويخونون الرفيق ويتربصون لكل سائر فيجتمعون عليه ويسليونه ما حمل ثم يتركونه يندب حظه ويبكى ضياع ماله .
ليتهم اكتفوا بهذه الاثام والذنوب انما ابتدعو فاحشة لم يسبقوا اليها وتعاطوا محرما ما كان يدور بخلد احد فكانوا يأتون الذكران ويتركون ما خلق الله لهم من النساء
وتمادوا فى ضلالهم حتى فشت المنكرات وكثرت الموبقات .
هنا تدخلت السماء فاوحى الله الى لوط ان يدعوهم الى ترك الفواحش وعبادة الله لكنهم صموا اذانهم وعميت عيونهم وتمادوا فى غيهم وتوعدوا لوطا بالابعاد .
الح عليهم لوط بالعظات فتمادوا وتحدوه ان يأتى بعذاب .
عندما فاض بلوط الامر دعا ربه ان ينصره على هؤلاء القوم المفسدين ويوقع بهم العذاب الاليم . استجاب الله لدعائه وبعث ملائكته الى اهل هذه القرية الظالم اهلها لينزلوا بهم ما يستحقون من عقاب .
نزل الملائكة اولا بدار ابراهيم فحسبهم عابرى سبيل فقدم لهم الطعام وكان ابراهيم لا يأكل الا اذا اكل معه ضبف لكن ايدى الملائكة لم تمتد الى الطعام فاوجس ابراهيم منهم خيفة فقالوا له لا تخف وبشروه باسحاق .
سألهم ابراهيم ما خطبكم ايها المرسلون فقالوا انا ارسلنا الى القوم الذين لم يستجيبوا لدعوة لوط وسننزل بهم عذابا اليما .
حزن ابراهيم واخذ يجادلهم فى قوم لوط ويرجو تأخير البلاء ولعله كان يأمل منهم الانابة الى الله وقد يكون ابراهيم قد خاف ان يمس لوط اذى فأمرته الملائكة الا يجزع وان لوطا لن يمسه سوء .
ترك الملائكة ابراهيم واتوا ارض سدوم فى صورة شبان حسان وفيما هم يهمون لدخول القرية التقوا بفتاة تستقى الماء لاهلها فسألوها ان تضيفهم فاشفقت من قومها عليهم وارادت ان تستنجد بابيها للدفاع عنهم وكانت هذه الفتاة ابنة لوط .
عادت الابنة الى ابيها واخبرته ان فتيانا يريدونه على باب المدينة .
تردد لوط فى الذهاب اليهم لكنه تسلل خفية حتى وصل الى مكانهم وسار بهم حتى نزلوا بداره كانت امرأة لوط تساير قومها فى طريقتهم فاذاعت خبرهم واعلمت قومها بامرهم فاندفعوا الى بيت لوط يريدون الفاحشة حاورهم لوط وحاول دفعهم عن منزله لكنهم هجموا عليه ولما رأت الملائكة ما هو فيه من حزن ردوا لهفته وسكنوا روعه وقالوا يا لوط نحن رسل ربك جئنا لانقاذك ودفع العدوان عنك فلن يصل هؤلاء الكفرة لك وانهم لمهزومون . وكشف الملائكة انفسهم لهؤلاء الظالمين فتولاهم الفزع والرعب وانصرفوا هاربين .
امرت الملائكة لوطا ان يغادر القرية هو واهله اخر الليل ونهوه ان يصطحب امرأته معه فقد شاءت ارادة الله ان يحل بها العذاب والهلاك .