في شهر رمضان المبارك ، قبيل آذان المغرب ، يضعف جسم الصائم ، وتقوى روحه ، ويقترب من الملائكية ، إنها تجربة فريدة حقا تحدث خلال شهر واحد في العام ، فهناك أحد عشر شهرا لا يكف فيها الناس عن الطعام والشراب ليل نهار ، يستيقظون من النوم جوعى ملهوفين على الإفطار وشرب الماء والمشروبات الأخرى ، فإذا بهم في شهر رمضان المبارك يتحررون من قيود الجسد ، وأصفاد الشهوات ، وينتصرون على أنفسهم ، ويواصلون الصوم من الفجر إلى المغرب ، وقد كانوا في غير رمضان يشعر الواحد منهم بالصداع والتعب والإرهاق إذا تأخر عن تناول طعام الإفطار ساعة أو ساعتين ، إن ما يحدث للصائمين في رمضان من ثبات وصمود يرقى إلى درجة المعجزة .