نبذة عن صحابة رسول الله
الحلقة السادسه
الجزء الثاني
من حياة سيدنا مصعب ابن عمير …….
عند عودته مع المسلمين إلى مكة بعد مقامهم في الحبشة ، بعثه سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مع الأنصار الذين جاؤوا ليبايعوه بيعة العقبة الأولى.
وكان يفقه أهل المدينة في الدين ويقرئهم القرآن، كما كان يؤمهم في الصلاة، وهو أمر كان شأنه تخفيف التنافس الذي كان قائما في الجاهلية بين جناحي الأنصار، الأوس والخزرج، إذ “كره بعضهم أن يؤمه بعض” كما يروي ابن إسحاق.
وكان سيدنا مصعب بن عمير أول المهاجرين إلى المدينة، ورُوي أنه أول من صلى بها الجمعة بالناس، وقد جذب بأسلوبه اللين وسمته الحسن خَلقا كثيرا من أهل المدينة، فدخلوا أفواجا في دين الله على يديه.
وكان منهم قادة أصبحوا من كبار الصحابة، كما كان لهم شأن في نشر الرسالة والذب عنها، كأُسيد بن حضير وسعد بن معاذ.
وتدل قصة إسلام سيد بني عبد الأشهل أسيد بن حضير من الأوس على أسلوب مصعب المتأني والمؤثر، إذ تروي كتب السير أن أسيدا قدِم على مصعب بينما كان يعلم بعض المسلمين في حائط (بستان) في المدينة، ودعاه إلى الكف عن “تسفيه أحلام ضعفاء قومه”، وكان أسيد غاضبا يحمل حربته.
لكن مصعبا تلقاه بابتسامة قائلا: “ألا تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته، وإن كرهته كُف عنك ما تكره؟”، وأمام الجواب الهادئ المنصف جلس أسيد يستمع إلى الذكر وانتهى الموقف المتوتر بإسلام الزعيم الأنصاري وتلاوته الشهادتين.
وأسهمت خصال مصعب التي ميزته من سكينة وأناة وعلم وقوة حجة في أدائه سفارة رسول الله على أكمل وجه، فانتشر الإسلام في المدينة المنورة، حتى لم تبق إلا بيوت معدودة لم يدخلها.
ومهد ذلك لهجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة إلى المدينة، حيث أرسيت دعائم دولة الإسلام.
يتبع