بالحب وحده أنت غالي عليه
بالحب وحده أنت ضي عنيه
بالحب وحده وهو وحده شوية!
لا ياحبيبي لا ياحبيبي
جاءت الطفلة(سنية إسماعيل) إبنة السبعة سنوات من الزهايرة إلى القاهرة مع والدها وهو أبن عم والد الست أم كلثوم
عملت في بيت الست فطلبت منها أم كلثوم المكوث معها وعدم مفارقتها أبدا.
مرت السنوات وأصبحت سنية أمينة حياة أم كلثوم وكاتمة أسرارها ،ترد على التلفون وترتب المواعيد ،تستقبل الفرقة الموسيقية وتهيئ البروفات ، تصلح الخلافات بين أم كلثوم وفرقتها ومعارفها .
ذات يوم كانت الست في حالة نفسية سيئة فأبلغت سنية أنها ذاهبة للتمشي قليلا على الشاطئ
تقول سنية أحسست بعدها بانقباض شديد فخرجت أجري وراءها وأمسكتها في آخر لحظة كادت أن تلقي نفسها في النيل .
وفي يوم من الأيام أجرت أم كلثوم عملية جراحية خطيرة وأحست أن نهايتها قد أقتربت فطلبت إحضار الأديب مصطفى أمين وكان صديقها المقرب وقالت له
_أنا حاسة أني حموت يامصطفى وقررت أني أكتب ثلث ثروتي لسنية في وصية حس الشرع الإسلامي
وبالفعل أوصت لها بثلث ثروها،لكن أم كلثوم عاشت بعد هذا التأريخ ثلاث وثلاثين سنة .
يقول مصطفى أمين أتصلت عليه أم كلثوم في أحد الأيام وهي في ثورة غضب قائلة
_تعال بسرعة يامصطفى في عندي مصيبة هنا في البيت
وحين وصل مصطفى أمين أخبرته
_سنية المكنونة بتحب موظف صغير اسمو عبد الحميد وعايزة تتجوزو وأنا مش موافقة يامصطفى،أنا نفسي تتجوز طبيب أو قاض أو وكيل نيابة ،حاجة كده تشرف وتليق بيها ،حاول تقنعها دي مش عارفة مصلحتها.
دخل مصطفى امين في المكتب لإقناع سنية
_ياسنية يابنت يامجنونة الست بتحبك زي بنتها ولو اصريتي على الجوازة دي حتخسري ثلث ثروتها الي اوصتها ليكي
أنا بحب عبد الحميد ياأستاذ بس أنتي حتخسري مايقارب مليون جنيه يامجنونة
_ بحبه يااستاذ وهو عندي بملايين الدنيا .
برافو ياسنية برافو أهو ده الحب ولا بلاش وقهقه مصطفى أمين عالياوخرج من المكتب وأبلغ الست بأن سنية راسها وألف سيف تتجوز عبد الحميد وافقت ام كلثوم على مضض خاصة بعد أن سمع عبد الحميد برفضها فأراد التقرب منها وإقناعها فاستقال من وظيفته وعمل سائقها الخاص. عاشت سنية وعبد الحميد في فيلا أم كلثوم يخدمانها بحب ووفاء حتى عام ١٩٥٤ حين تزوجت أم كلثوم من الدكتور حسن الحفناوي أستاذ الأمراض الجلدية والذي عاش معها في فيلتها. لاحظ الدكتور الحفناوي أن عبد الحميد يتصرف في الفيلا بأريحية وكأنه زوج إبنة أم كلثوم بالفعل فانزعج منه وطلب من الست أن يغادر عبد الحميد الفيلا نهائي انفردت أم كلثوم بسنية قائلة معلش ياسنية لازم عبد الحميد يسيب الفيلا ، ده قرار الدكتور
انا حروح معا ياست يابنت انتي حياتك معايا أنا اللي مربياكي تسيبيني أزااي
_حياتي مع زوجي ياست أنا خارجة معا
وهكذا غادرا فيلا أم كلثوم فاضطرت الست لحبها الشديد لسنية أن تستأجر لهما شقة قريبة من فيلتها وطلبت من مصطفى أمين تعيين عبد الحميد في الجريدة كموظف بنفس المرتب الذي كان يتقاضاه منها.
أم كلثوم كانت تغني للحب لكنها تفكر بالإرتباط بالعقل والمنطق
وسنية فتاة بسيطة لاتعرف قصائد رامي وابراهيم ناجي ولا سحر إلحان السنباطي وبليغ وعبد الوهاب لكنها كانت تعرف معنى الحب ومعنى الزواج عندها هو أن ترتبط بتؤام الروح فحسب .
هنالك من يفصل بين مهنته وحياته الخاصة فصلا جيدا
وهذا مافعلته أم كلثوم
كانت بارعة في مهنتها وهي الغناء لكنها كانت تدير حياتها الخاصة بالعقل المجرد بلا مكان للعواطف .
مثلها كمثل الطبيب ، لامكان للعواطف في مهنته
وأبرز مثال من الأطباء هو طبيب إمراض النساء والتوليد (الرجل)
فهو طيلة اليوم يتعامل مع قرف النساء وامراضهن ويقوم بتوليدهن ويرى أبشع المناظر التي تودي بأي رجل إلى أن يكره أي مخلوق أسمه امرأة
لكن طبيب النساء لايفقد شغفه بالمرأة ولابجسدها ، يبقى محافظا على رغبته كرجل وكأن مايشاهده يوميا هن روبوتات وليس نساء من لحم ودم.
أعتقد أن البطل في قصة سنية وعبد الحميد ليس سنية
لأنها فتاة أحبت ووثقت وتخلت عن الثروة مقابل الوفاء لمن تحب وكان ممكن أن يتم خيانتها وغدرها والتخلي عنها
البطل هنا هو (عبد الحميد)
فقد كان أهلا للثقة وظل متمسكا بحبيبته سنية حتى بعد معرفته بإلغاء الوصية وخسارة ثلث ثروة أم كلثوم.
ياترى من منكن تفكر بطريقة الست ومن تفكر بطريقة سنية؟
وكم (عبد الحميد)بيننا !!
المعلومات من كتاب مذكرات مصطفى أمين والسيناريو من تأليفي