جلس هذا الفنان الكبير على كرسي متحرك ، ليقدم أخر أدواره التليفزيونية على الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل الرجل الآخر ، وكانت الشخصية لرجل قعيد أنهكه المرض وظلم الناس ليصل في النهاية إلى هذه الحالة العقابية ، وقد صفق له الجمهور على أدائه الرائع والصادق والواقعي للشخصية ، وقد لا يصدق البعض أنه كان بالفعل مريضاً ، وعاجزاً ، وقعيداً ، لا يستطيع الحركة ، ولم يكن أدائه لهذه الشخصية إلا لسهولة تقديمه لها من واقعه المعاش ، وهو في هذه الظروف الصحية الصعبة ، لكن روحه كانت متعلقة بهذا الفن الذي يسري في دمائه ، وقد كان في حالة نفسية سيئة نتيجة إبتعاد الوسط الفني عنه ووفائه المنتهي كالعادة ! وعدم سؤال أي فنان عنه في أيامه الأخيرة ، لكن القدير الراحل نور الشريف كان قد شعر بإنسانيته المعروفة بأهمية أن يخرجه من هذه العزلة بهذا الدور وهذه الشخصية ، والتي بكى فيها نظيم شعراوي في آخر مشهد لها وهو يحضن نور الشريف بصدق امام الكاميرا قائلاً له شكراً يا نور ، بدلاً من أن يقول له شكراً يا مختار يا عزيزي حسب ما جاء بالسيناريو الذي كتبه مجدي صابر ، وبالفعل كان هذا المشهد هو الضوء الأخير لفنان قدير وكبير عاش الفن بصدق كما يعيش الرسام لوحاته في خياله النوري ، إنه عملاق من عمالقة زمن الإبداع الصافي ، الفنان الراحل الكبير نظيم شعراوي في ذكرى رحيله الله يرحمه .