نبذة عن حياة صحابة رسول الله
الحلقة الرابعة عشر
الجزء الثالث
توليه الخلافة وكيف ألت اليه !؟
لما شعر سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- باقتراب الموت بعد تعرضه للطعن ، رشح 6 من الصحابة للخلافة من بعده وهم: ..
عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم جميعا ،
وكان يرى رضي الله عنه أن أكثرهم تأهيلا للخلافة عثمان وعلي، وقدم عليا على عثمان لأنه من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه ترك الأمر لاختيار المسلمين.
و تخوف الصحابة من انشقاق الأمة وفتنة المسلمين
فاقترح بعض الصحابة على عمر بن الخطاب أن تورث الخلافة لابنه عبد اللهة، لكنه رفض وبشدة وحرص على إبعادها عن أهل بيته وأقاربه .،،
واعطي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مده لا تزيد عن ثلاثة أيام كحد أقصى لإنهاء الأمر ، وأمرهم بالتشاور فيما بينهم والاتفاق على اسم وإن تساوت الأصوات يعرض الأمر على عبد الله بن عمر ليفصل فيما بينهم ، والفريق الذي يختاره هو يكون من بينهم الخليفة ، فإن لم يرضوا بحكمه….. أمرهم بأن يكونوا مع الصف الذي منهم عبد الرحمن بن عوف
ثم طلب عمر بن الخطاب من أبي طلحة -رضي الله عنه- بأن يختار خمسين مقاتل من الأنصار لكي يحرسوا هذه المسألة حتى لا يتوسع الخلاف إن حدث ، وجعل المقداد بن الأسود مسؤولا عن عقد الاجتماع، ومات الفاروق رضي الله عنه.
وتم عقد الاجتماع في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، وقرر عبد الرحمن بن عوف أن يدير الاجتماع لتجنب حدوث خلافات، فبدأ بالكلام واقترح بأن يكون الأمر إلى 3 منهم، فوقع الاختيار على علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، واقترح عبد الرحمن بن عوف أن يعزل نفسه على أن يكون الاختيار إليه، ويأخذ تفويضا من البقية بالقرار، فعزل نفسه من الخلافة وسعى ثلاثة أيام بلياليها من أجل أن يشارك كافة الناس في هذا الأمر
ولما كانت الليلة التي صباحها اليوم الرابع من موت سيدنا عمر بن الخطاب ، وقد أشرفت المدة على الانتهاء ، ذهب عبد الرحمن بن عوف إلى منزل ابن اخته المسول بن مخرمة، وطلب منه أن يدعو سعدا والزبير ليشاورهما، وبعدما عرف رأي الجميع ، طلب من المسول أن يدعو عليا، فناجاه حتى منتصف الليل، ولما خرج علي طلب من المسول أن يدعو عثمان فناجاه حتى اذن المؤذن للفجر، وبعد ذلك تبين لعبد الرحمن بن عوف أن الأمة.
انقسمت نصفين بالتساوي، وأن عليه أن يقرر.
فخرج عبد الرحمن بن عوف إلى صلاة الفجر، وأمر بأن يحضر الجميع الي المسجد ،
وجلس سيدنا عثمان في آخر المسجد ، وصعد عبد الرحمن بن عوف منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقف ودعا دعاء طويلا بينه وبين نفسه ، ثم طلب من علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يصعد إلى المنبر فأخذ بيده، وسأله بأن يبايعه على أن يسير على كتاب الله، وسنة نبيه، وفعلِ أبي بكر وعمر، فسحب علي يده ورضي أن يبايعه على أن يسير على كتاب الله، وسنة نبيه، لكنه سيجتهد بطاقته كما اجتهد أبو بكر وعمر ، لكنه قد لا يلتزم بنفس النهج ، فرفض عبد الرحمن،،،،
وجاء بعثمان وسأله ذات السؤال فوافق عثمان رضي الله عنه، فرفع عبد الرحمن رأسه إلى سقف المسجد ويده بيد عثمان وقال “اللهم اسمع واشهد، اللهم اسمع واشهد، اللهم اسمع واشهد، اللهم إني جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان”.
فقد لقب بـ”ذي النورين” وجهز جيوش المسلمين
ومد عبد الرحمن بن عوف يده وبايع عثمان على أنه أمير المؤمنين، وكان أول من بايع بعد عبد الرحمن بن عوف هو علي بن أبي طالب، ثم المهاجرون والأنصار وعامة الناس وازدحموا عليه ولم يتخلف أحد عن البيعة، وصار عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين، وهو في الـ68 من عمره.
قام سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في خلافته:
بأنتهاج سياسة الاتباع والتفويض حيث سار عثمان على كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والتزم بقرارات الخلفاء من قبله واجتهاداتهم ، واتبع ما اتفق عليه أهل الشورى، ولم يتدخل في شؤون الشعب، إلا في حال حدوث جريمة أو انتهاك حد من الحدود الله يستوجب تدخل الحاكم
يتبع