القيمة الثالثة والعشرون :
كثيرا ما نادينا بأن يكون عرض القضايا الوطنية والقومية والإسلامية والعربية في المحافل الدولية والمنظمات العالمية جامعة و شاملة وعلي أساس فكرى وعلمى ودينى ووطنى وفومي حتي تشمل ما أطياف المجتمع الذي هو صاحب القضية ولكي تثل الصورة كاملة بدون نقصان إلي القادة والرؤساء ومتخذي القرار في كل دول العالم ، وحتي لايكون هناك لغط أو ءك أو تمييع أو تهاون أو ازدياد علي حساب القضية التي تعرض ، ومن هذا المنطلق قضية فلسطين العربية وارتباطها بتاريخ الأمم المتحدة
وهذا ماسطره بعض الكـتاب في مقال بعنوان”قضية فلسطين .. الطرح الأصوب”
موقف الرئيس البرازيلي :
• وقف الرئيس البرازيلي داسيلفا قائلاً: “سجنت عدة مرات ، ترشحت للرئاسة مرات ولم أنجح مرتين ونجحت في ثلاث ولايات ، لم أقبل المساومة علي مبادئي لأخرج من السجن،واليوم أقول يجب وقف إطلاق النار في غزة فوراً،ولن يكون هناك سلام إلا بإقامة الدولة الفلسطينية،ويجب الاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة وقبولها في الأمم المتحدة ، وما يجري في غزة هو إبادة جماعية وليست حرباً ، وسندعم الأونروا،ويجب إصلاح مجلس الأمن،وما يحدث في غزة يشبه المحرقة النازية”.
• كلمات قوية جداً من حاكم قوي،مبهر، لديه من المصداقية والشفافية الكثير ويخسر بسببها الكثيرين في أمريكا وأوروبا فضلاً عن حلفاء إسرائيل وما أكثرهم.
• تحية للرئيس داسيلفا،وهو رجل مسيحي وهذا يؤكد ما قلته من قبل من ضرورة طرح قضية فلسطين كقضية حق ووطن مغتصب وليست كقضية إسلامية بإطار ضيق، فكل من نصروا غزة وفلسطين الآن ليسوا مسلمين، ومن نصرها من المسلمين هم الشيعة وليس السنة،أي من المذهب المخالف لمذهب أهل فلسطين.
المظاهرات في أوروبا وامريكا:
• قضية الحق والعدل هي التي أخرجت مئات المظاهرات في أوروبا و أمريكا ، وجعلت الملايين من غير المسلمين يتعاطفون مع غزة،وجعلت عشرات الدبلوماسيين الفرنسيين والأمريكيين يستقيلون من مناصبهم احتجاجاً علي سياسة بلادهم، وجعلت دبلوماسيين آخرين في هذه البلاد يقدمون عرائض احتجاج لحكوماتهم علي سياساتهم الظالمة ،وجعلت أيرلندا وأسبانيا تتخذ مثل هذا الموقف القوي الذي أغاظ إسرائيل وجعلها تتوعد أيرلندا بالويل والثبور .
• أيرلندا كلها مسيحية وموقفها أقوي من أي دولة إسلامية،كل ذلك انطلاقاً من نصرة الحق والعدل.
• طرح قضية فلسطين وكل قضايانا كقضية حق وعدل وإنصاف أجدى وأقوى من طرحها كقضية إسلامية لا ينتصر لها إلا بعض المسلمين.
• وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الرائع “إن الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر”وفي رواية “بالرجل الكافر”ويقصد غير المسلم الذي لا يدين بديننا .
• ولعلنا ندرك موقف “أبو طالب “الذي نصر الرسول صلى الله عليه وسلم نصرا مؤزرا ووقف ضد كل من عاداه،وكان حائط صد ضد الهجمات التي شنها الكفار علي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم رغم رفضه للإسلام نفسه.
• وكذلك موقف المطعم بن عدي الذي آوي الرسول صلى الله عليه وسلم بعد عودته من الطائف ولم يجد أحداً بمكة يجيره سواه وقد وقف هذا الرجل مع أبنائه بسيوفهم يتوعدون كل من ينال الرسول بأذى، تصورهم وهم غير مسلمين ويريدون الدفاع عن النبي بأرواحهم.
• وقد كافئه الرسول العظيم بقولته بعد غزوة بدر”لو كان المطعم بن عدي حيا وسألني في هؤلاء النفر “ويقصد أساري بدر” لأطلقتهم له”.
• وكذلك إكرامه لأسرة حليمة السعدية التي أرضعته،والشيماء أخته من الرضاعة حيث أطلق ستة آلاف أسير بعد حنين إكراماً لهم.
• قضية الحق والعدل هي الأقوى،وهي التي تجعل الجميع يتجاوب معها، وهي تصلح مع المسلم وغير المسلم،الحق والعدل يصلح لإقناع أي منصف من أي ملة أو عرق أو دين.
• فهذه جنوب أفريقيا حاكمها مسيحي ووزيرة عدلها مسيحية ولكنهم وقفوا وقفة الأسود ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية وهم الذين اقنعوا دولاً كثيرة بالوقوف ضد إسرائيل،وخسرت جنوب أفريقيا مادياً وسياسياً كثيراً بموقفها هذا، ولكن أحفاد مانديلا خليفة النجاشي قدموا الحق والعدل علي المكاسب السياسية والاقتصادية.
• ولم تجرؤ معظم الدول العربية والإسلامية أن تنضم إلي جنوب أفريقيا في القضية التي رفعتها أمام محكمة العدل الدولية ولكن بوليفيا وهي غير مسلمة ساندت الدعوى وآزرتها .
• جنوب أفريقيا المسيحية هي الدولة الوحيدة في العالم التي جرجرت إسرائيل إلي محكمة العدل الدولية وأهانت كبرياءها ولم تخضع للضغوط الأمريكية والأوروبية ولا الإغراءات الاقتصادية الكثيرة التي عرضت عليها لتتنازل عن الدعوى.
• كما أن النجاشي رفض طلب عمرو بن العاص بتسليم الصحابة ورفض رشوته الكبيرة قائلاً حكمته العظيمة “أن الله لم يأخذ مني رشوة حين رد لي ملكي”وهذه لها قصة طويلة شرحتها في مقال عن النجاشي.
• كذلك أحفاد مانديلا تذكروا كيف نكلت بهم التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا ورأوا بأعينهم إسرائيل تمارس عنصرية أقسى منها وتقوم بالإبادة الجماعية لشعب أعزل وتقتل عمداً الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين فلم يرضوا بالظلم.
• لنا أن نتأمل سيدات بريطانيات غاظتهم أفعال إسرائيل الهمجية في فلسطين فحلقوا شعورهم أمام البرلمان البريطاني احتجاجاً علي سياسة بلادهم المؤيدة لإسرائيل هن غير مسلمات ولا عرب ولكن نصرة الحق والعدل هي التي حركتهم وجعلتهن يضحين بتاج المرأة .
• قضية الحق والعدل تكسب إلي صفك المسلم وغير المسلم اليساري والعلماني وكل الأعراق والأجناس ، تحية للحق والعدل في كل مكان.