بمناسبة ذكرى وفاتها في العاشر من أبريل منذ أكثر من نصف قرن طار خيالى بعيدا وتصورت أنني أجريت حوارا مع جدتي السيدة «فاطمة محمد محيى الدين يوسف» التى طبقت شهرتها الآفاق باسم روزاليوسف.- فى البداية قالت لي: الحمد لله أن ربنا افتكرنى قبل تأميم روزاليوسف بسنتين، وإلا كنت سأموت كمدا وحزنا وأنا أشاهد فى حياتى الحكومة وهى تستولى على المجلة التى هى حياتى كلها.. الموت قبل ذلك أفضل.. فشكرا لك يا رب!!
قلت لها: لكن يا جدتى يقال أن ابنك إحسان عبدالقدوس رحمه الله الذى هو أبى العزيز دعا إلى تأميم الصحافة وشجع عبدالناصر على الإقدام على تلك الخطوة!!- ردت قائلة: إزاى الكلام ده.. هذا أمر يدخل فى دنيا العجائب، وأنا أشك فى تلك الرواية تماما، وغير معقول أن إحسان يدعو إلى التأميم ويقول للحكومة: خذوا المجلة اللى أنا صاحبها وقامت أمى بتأسيسها، ويزداد الشك فى هذه القصة أن إحسان سافر قبل التأميم إلى أوروبا لشراء مطبعة حديثة.. وبالطبع شيء متناقض وغير مفهوم أن تكون عنده الرغبة في التعاقد على ماكينات جديدة للمجلة وفي ذات الوقت يدعو إلى تأميمها!! أنا بصراحة مش مصدقة. قلت لجدتي العزيزة: عندى سؤال كان محيرنى لسنوات طويلة، فقد قرأت فى كتاب «حول العالم فى 200 يوم» أن أنيس منصور حضر جلسة لتحضير روح حضرتك فى إندونيسيا!! فهل تتذكرين تلك الواقعة؟- أجابت: كلامك هذا يدخل فى دنيا العجائب، «وأنا مش فاكرة حاجة من دى لكن أنا غير مقتنعة أبدا بحكاية تحضير الأرواح، واللى عايز يحضر روحى أقول له: يا أخى طلعت روحك أنت الأول»!!
وللحوار بقيه ان شاء الله ..