مع الغلاء انتشرت حالة لا مبالاة تلمسها من المواطن فى الشارع المصرى وجهات الدولة، وتغير سلوك وأخلاق المصريين، فأصبح من المعتاد استخدام الكلمات الوقحة والمنحرفة، لدرجة توحى لك بأنه لاصلاح لهذه الأمة، مع انتشار الفساد وعلانية السرقة، وغياب دور معظم الأجهزة الرقابية، وانحراف دور الصحافة والإعلام عن خدمة وتوعية المواطن، كما تجد أن معظم الناس بتظاهرون بالعمل دون إنتاج، وحتى عامل النظافة بالمقشة مطاردا المشاة للتسول، بحثت فى عمق المشكلة جاء الرد من حال المواطنين، فى أيام سوداء غير مسبوقة من الارتفاع المجنون فى الأسعار وصعوبة المعيشة، وتوقف الحياة بمعظم المنشآت الصغيرة، وسوء الإدارة لأساسيات المعيشة والتخبط، وظهرت الكوارث الاجتماعية التى نعيشها الآن، مع زيادة احتياجات الأسرة وانخفاض الدخل أو انعدامه، جعلت الأب يجرى فى كل مكان لإحضار لقمة العيش بأى وسيلة، مما ضاعف مشكلات وتفسخ الأسرة، بزيادة حالات الطلاق، وصعوبة زواج الشباب، وارتفاع نسبة العنوسة، والزواج العرفى، وانتشار الإنحرافات الجنسية، والانهيار الأخلاقى، وإهمال تربية الأولاد نتيجة الانشغال فى حالة الضياع، وانعدام الرعاية الصحية والعلاجية، وزيادة الأمراض ونقص العلاج، فضلا عن تفاقم أزمة البطالة بين الشباب، والانحراف الأخلاقى وصل إلى سب الدين والوطن، وانتشار الكذب والغش والتدليس والسرقات، والأمراض النفسية والقلق الدائم من تقلبات السوق، والتحاق الجامعيين بأعمال متدنية وضياعهم وقهر أسرهم، وانتشار الرشاوى وكثرة الحوادث وحالات القتل..نحتاج من الدولة خطة شاملة واعية لتصحيح المسار، والأهم هو خلق الثقة بين المواطن والمسئولين، وفتح مجالات الإنتاج ودعمها، بعد أن أغلقنا المصانع العملاقة ودمرنا الإنتاج الزراعى المميز لبلادنا، نحتاج وضع خطة حقيقية لاستعادة مجد مصر والنهوض بالتعليم والصحة حتى يحتفظ المواطن بالولاء بالمصداقية مع الدولة، ليس يالكلام..اللهم أصلح بلدنا وشعبنا ..