العرب قبل الاسلام وبعده
لم تلفت مدينة فى العالم نظرى مثلما فعلت مكة المكرمة فهى تمتلىء بالانفاق والابراج التى تناطح الجبال . وكنت اسير فيها على قدمى حتى يبلغ منى الجهد مبلغه … تبعد مكة عن شاطىء البحر الاحمر بنحو ٨٠ كيلو مترا وتقع فى واد ضيق بين الجبال .
والثابت تاريخيا ان رجال القوافل سواء القادمين من اليمن الى فلسطين او من الشام الى اليمن قد اتخذوا من هذا الوادى مكانا للراحة نظرا لما به من عيون مائية فكانوا ينصبون خيامهم ويستريحون اذن كانت مكة محطة للراحة وسوقا لتبادل السلع .
والثابت او الراجح تاريخيا ان اسماعيل ابن ابراهيم قد اتخذ من مكة سكنا ومقاما وقصة مجىء اسماعيل وابيه ابراهيم الى مكة تدعونا ال القاء نظرة سريعة قصة ابراهيم عليه السلام .
ولد ابراهيم فى بلدة فدام ترام بمملكة بابل .. العراق
حاليا .. وكان يحكمها نمرود بن كنعان بن كوش وكانت مملكة غنية لكن سكانها كانوا يتخبطون فى دياجير الظلام فكانوا يعبدون الاصنام من دون الله .
حينما شب ابراهيم راى ابيه يعمل نجارا يصنع الاصنام ويبيعها لقومه ليعبدوها .
استخدم ابراهيم عقله فاتاه الله الرشد وادرك ان الله واحد وانه المهيمن على هذا الكون فسأل اباه كيف يعبد هذه الاصنام وهو يصنعها وبدأ يناقش الناس ويدعوهم الى التوحيد وانتهز غفلة الناس وذهب الى الاصنام فكسرها الا اكبر صنم وكان جزاء ابراهيم ان القوه فى النار وبعد ان انجاه الله فر الى فلسطين بصحبة زوجته سارة ثم رحل من فلسطين الى مصر وكانت انذاك تحت حكم العماليق او الهكسوس وكان ملوك الهكسوس ياخذون النساء الجميلات حتى لو متزوجات ونقلت العيون اخبار سارة الى الملك لتجد نفسها فى قصر الملك وهنا اظهر ايراهيم انها شقيقته خشية ان يقتله الملك ويتخذها زوجة . وحينما اقترب منها الملك اضطرب وتشككت ضلوعه وراح فى نوم عميق ورأى انها ذات بعل اضطر الملك لردها الى ابراهيم واعطاها هدايا من بينها جارية تدعى هاجر .
ولما رأت سارة انها لا تلد وان هاجر ذات حسن واخلاق طلبت من زوجها ابراهيم ان يدخل بها فاستجاب ابراهيم وسرعان ما انجبت له ولدا اسماه اسماعيل .وبعد ان شب اسماعيل حملت سارة وولدت اسحاق
شب اسحاق الى جانب اسماعيل وتساوى عطف ابراهيم على ولديه الاثنين فاثار ذلك حفيظة سارة وحينما رأت اسماعيل يضرب ابنها اقسمت الا تساكن هاجر والا تتقاسم الحياة معها عندئذ اخذ ابراهيم هاجر وولدها واتطه بهما صوب الجنوب حتى وصل الوادى الذى تقوم فيه مكة حاليا .