يُحكى أن قطّاً ، أدركه الهِرم .. فأصبح يفضل الكسل عن أي عمل مفيد ، فأصبح عبئاً على بني قومه ، فنبذوه لكثرة كلامه بلا علم ، وكثرة أكله بلا عمل ..
سخط الهِر ، فلجأ إلى كلب يناصب قومه العداء ، شاكياً له تنكّر قومه وضجرهم منه وزهدهم فيه ، راجياً منه أن يشفي غليله منهم ..
وجد الكلب فرصته الذهبية ، ليحقق مبتغاه ، فحشد أقرانه وجعل الهِر في مقدّمتهم ليرشدهم إلى مواقع القطط ، فأغاروا عليها وشرّدوا أهلها..
وقف القط العجوز منتشياً فوق الأطلال المُدمّرة ، وهز ذيله مسروراً بانتصار الكلاب على بني قومه، وألقى قصيدة عصماء يشكر فيها كبير الكلاب على إعادته سيّداً مُبّجلاً لوطنه..
اقترب منه كبير الكلاب ، ولطمه لطمةً رمته أرضاً بين الحياة والموت.. وقال له هازئاً :أيها المغفل : إن وطناً طردتك منه القطط ، أتبقيك فيه الكلاب ؟!
لو علم فيك قومك خيراً ، ما نبذوك..
ولو كان فيك شيء من الوفاء ، ما كشفت لنا ظهر قومك..
ولو كنت ذا بأس ، ما لجأت إلينا..
أيها التعس ..أوَ بَلَغَ بك ظنّك الأحمق أن الكلاب تُنشئ جمعيات خيرية !!