كسب مكاسب هائلة ،نظرا لندرة أطباء الأسنان في الصعيد ،كان استخدام الأسنان الذهبية شائعا وقتها ، له هواية غريبة، ألا وهي تجميع الأطقم ، الأسنان الذهبية بعد أن يتعذر استخدامها ،يضعها في علبة صفيح لايعلم بأمرها إلا زوجته،لهما ولدان، الابن الأكبر ضابط ،والآخر طالب بطب الأسنان،ليكون امتدادا لوالده ،العيادة ،الاسم ،الشهرة ،شبه مقيم بالقاهرة ليتابع دراسته ،لايزورهم إلا في الإجازات، توفى الأب ،أراد الضابط أن يصاهر عائلة ثرية،طلب المساعدة من أمه ، نهرته ،أنى لها بالمال؟!!،ألا يرى الحال بعد وفاة الوالد ؟!!،لابد أن يعتمد على نفسه، لم يصدقها ،راقبها ،فتش في غرفتها بدقة ،ليجد العلبة ،كانت ثقيلة ،فتحها ،وجد الأسنان الذهبية ،سرقها ، اكتشفت الأم العجوز اختفاءها،لم يكن بالبيت غيره، لاتستعين بالخدم ،أخوه في القاهرة ،هددته بفضح أمره لدى أعمامه ،أخواله ،العائلة التي يريد مصاهرتها ،تشاجرا،أتهددينني بالفضيحة ؟!!، ستمرغين كرامتي في الوحل ،صفعته على وجهه،جن جنونه ،دفعها ،ارتطمت رأسها بالحائط ،وقعت صريعة ، تصرف بسرعة ، لم يك هناك أية آثار لشجارهما، سوى كدمة على رأسها، لم يجد صعوبة في استخراج تصريح الوفاة ، طبيب الصحة صديق وجار لوالده، ليسوا موضع شك ،فهو من عائلة عريقة، دفنت الأم بعد وصول أخيه الأصغر من القاهرة ،مرت الأيام ،ستره الله ،لم يشك أخوه للحظة في وفاة أمه ،فلقد كانت عجوزا ،تعاني من أمراض الشيخوخة ، مكتئبة دائما حزنا على أبيه، تبدلت أحوال الضابط ،انتابته الكوابيس، عرف الأرق والسعادة ، شاردا ،ذابلا، مكفهرا ، تطورت حالته للأسوأ،أخذ يكلم نفسه بصوت عال، يطلب السماح من أمه،لاعنا العلبة الملعونة، لكن ما إن ينتبه لوجود أخيه يصمت قليلا باكيا ،منتحبا ، اصطحبه أخوه للطبيب النفسي، ليعترف بقتله لأمه ، العلبة الملعونة،ما فيها من ذهب، كيف فتحها ،ثم نثر مافيها من أسنان ذهبية في النيل ، تدهورت حالته أكثر فأكثر ،قضى بقية عمره في مستشفى الأمراض العقلية .