جلست على المقعد المقابل لوالدها بالصالون ،في حضور أمها،لمح الرجل في عين ابنته ذات الخمسة عشر عاما حيرة وارتباك ، سألها مالك ياغالية؟،استجمعت البنت قواها ،لو البنت حاسة بأي خطر تعمل إيه ؟!!!،انتبهت أمها ،خطر إيه ،ربنا يسلمك ويبعد عنك كل أذى،أجابها الأب تطلب المساعدة من أبيها أو أمها ، لكن هل يستوعب الآباء أو الأمهات بصدر حب فيستمعون للبنت لو صارحتهم بخطأ ارتكبته ،يتوقف هذا على نوع الخطأ ،لكن عامة الصراحة أفيد للبنت،انفعلت الأم صارخة في بنتها أي خطأ تقصدين ،هدأها الأب ،أمرها بالاستماع ، وأمر ابنته أن تسترسل،بصدق ياوالدي،لقد ارتكبت غلطة كبيرة ،أنا مستعدة للعقاب ،لكن لابد أن تساعدني،جن جنون الأم انفعلت غلطة ،عقاب،ماذا فعلت ؟،دعيها تكمل ،كنت ألهو بالهاتف المحمول ،وصورت نفسي،بملابس شبه عارية ، وأنا أرقص وأغني،عرضتها على صفحة خاصة بصديقاتي،لكن للأسف تسربت الصورة إلى شخص لا أعرفه ،هددني بتلك الصور كي أقابله،بحجة التعارف،لما رفضت طلب مبالغ مالية ، لكنني خائفة منه ،قررت أن أعترف لك يا والدي كي تساعدني، بدلا من تورطي معه ،فأداري خطأ بخطأ أكبر،تمالك الأب أعصابه ، اريني الصور، دليني على كيفية الوصول إليه ،صفحته ،رقم تليفونه،امرها بارتداء ملابسها ، اصطحبها لشرطة المصنفات ،حرر محضرا بالواقعة ،قبضوا عليه ،شاب في الثلاثين من عمره ،تفحصوا صفحته علموا بنشاطاته المشبوهة في تهديد البنات القاصرات وغير القاصرات ،بعد تحريز هاتفه المحمول ،جهاز الكومبيوتر خاصته ،إعداد تقرير مفصل تم تحويله للنيابة ،التي إحالته للمحاكمة ليصدر حكما بسجنه ،أما الأب فلم يكن بحاجة لنصح ابنته بعد أن أدركت خطأها ،معترفة به ،طالبة لمساعدته.