كان هناك حلم واعتقاد عند الكثيرين أن مغادرة الدنيا والذهاب إلى الآخرة سوف يريحه من هموم الحياة ومتاعبها، وان ذلك لن يكلفه الكثير من الأموال، ولكن هذا الحلم فى واقعنا الآن أصبح كابوسا ليس فقط لارتفاع تكاليف إجراءات الدفن والجنازة ولكن المشكلة الأكبر وهى الصعوبة فى شراء مدفن (ثري) يتوارى فيه الجثمان بعد صعود الروح إلى بارئها. حيث ارتفعت أسعار المدافن إلى أرقام فلكية، وأصبحت تعد بالملايين وتخطت أسعار معظمها أسعار الشقق فى أماكن كثيرة وهذا ما نجده فى الإعلانات المنتشرة على صفحات الجرائد حيث يتم الإعلان عن توافر مدافن تشطيب سوبر لوكس ونصف تشطيب بأسعار تتراوح بين نصف مليون جنيه وأكثر من 5 ملايين جنيه، وكل ذلك بسبب استغلال السماسرة وتجارة الموت ارتفاع أسعار الأراضى مما أدى إلى اشتعال بيزنس بيع المقابر، وأصبح الكثيرون من المواطنين عاجزين عن توفير مأوى لهم ولأسرهم يخلدون فيها للراحة الأبدية بعد انتقالهم من دار الباطل إلى دار الحق.
وللأسف فى زماننا هذا حتى الموت أصبح لأصحاب الملايين وليس للناس العاديين وأصبحت لهم مقابر كمبوند، وكأن ذلك سوف يكون له مردود ايجابى فى حساب الآخرة ولا يعلمون أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)، ولذا يجب أن يكون هناك إلزام فى كل منطقة مقابر ببناء مقابر مجانية تسمى مقابر أهل الجنة وليس مقابر الصدقة، وذلك لغير حائزى أى مقابر، لأنه كما يقال بأن إكرام الميت دفنه، فلابد من الحفاظ على سمعة أهله.