**لست أدرى إلى متى تظل فرق شمال إفريقيا تلعب بهذا الأسلوب الاستفزازي الممل وتنسى ان كرة القدم أساسا لعبة الآهات والتمريرات والقذائف الموجهة ناحية المرمى والتمسك بإمتاع الجماهير هنا وهناك التي دفعت الكثير لمشاهدة مثل هذه المباريات..
**وإذا كان فريق التوجي نجح في تمثيل السقوط وخدع الحكم غربال الذي أسرف قليلا في توجيه الإنذارات للاعبي الأهلي ولم يشغل باله بتلك الممارسات العبثية من جمهور الترجي مستخدما لعبة الدخان في أول المباراة وغيرها من الألعاب النارية ليشتت انتباه لاعبي الأهلي عن الدخول في جو المباراة ومحاولة تحقيق الهدف الذي قدموا من أجله من القاهرة ..بحثا عن الأميرة الإفريقية و الكأس التانية عشرة واعتقد أنه بإذن الله آت!
**ورغم التشكيل شبه الدفاعي الذي لعب به الخواجة كولر المباراة إلا اننا نلتمس له العذر بسبب تلك المفاجاة القادمة في الدقيقة السابعة من الشوط الأول بإصابة معلول وخروجه المبكر ..لكنه لو قرأ المباراة جيدا لاكتشف ان اليأس قد لحق تقريبا بلاعبي الترجي ومدربهم بدليل انه اجرى تغييرات دفاعية تجعلنا نرجح أنهم اكتفوا بالتعادل على أرضهم وأصبح جل همهم ألا تسجل كتيبة المقدمة في الأهلي أي هدف في مرماهم يفيد في القاهرة ويرفع معنويات وأسهم المارد الأحمر..
** وفي نفس الوقت نعيب على كولر أنه تأخر في التغييرات إلى الدقيقة ٨٠ ولو قرأ الملعب جيدا لأدرك أنه لا يصح أن يخرج إمام عاشور -احد نجوم المباراة- مع قناعتنا بأهمية وجود أفشة في الملعب لسببين: الأول انه يجدد العلاقة بين الوسط والمقدمة والثاني أنه في مثل هذه المباريات النهائية يرافقه الحظ السعيد بإحراز هدف فهو صاحب” القاضية ممكن” كما يعرف الجميع ..
**المباراة -في تقديرنا- ليس فيها الكثير اللافت للنظر فقد قتل نبضها في رادس سواءا من خلال المدرب البرتغالي للفريق الذي تدل نتائجه أنه يكتفي بلدغة الثعبان ليحصل على نقاط المباريات وفعلها بوضوح طوال مسيرة فريقه في دوري المجموعات والتي وصل للنهائي فيها من قبيل المعجزة المعجونة بالمفاجأة ..
**وبالنسبة لفريق الأهلي فإن كولر خانته شجاعته فلم ينصت لنصائح قلبه الحديدي وكما قلنا تأخر في التغيير واكتفى بالتعادل السلبي الذي يفرز واقعا جديدا في ستاد القاهرة -مهد البطولات -حيث ستمتلأ المدرجات بجماهير مصر المخلصة وليس الأهلاوية فقط..في لقاء الحسم السبت القادم وكلهم ثقة أن الفرسان الحمر سيلعبون شوط التتويج الثاني بخطة هجومية صاروخية مستخدمين لاعبين جاهزين ومتحمسين لإسعاد الجمهور الكبير وكلها عوامل منطقية كما نعلم ولكن الحذر واجب لأن لاعبي الترجي قادرون -في رأيي- على قتل المباراة في القاهرة أيضا ومفاجأتنا بهدف غير متوقع من هجمة مرتدة ينامون عليه ويهدرون الوقت..لعبتهم المفضلة!
**أقول “كل تأخيرة وفيها خيرة ” ولكني أضيف للمثل ان “الحذر واجب” وأنه مطلوب من الجهاز الفني للأهلي التفكير خارج الصندوق ليحققوا حلم التتويج الثاني عشر من قلب القاهرة وهم – بإذن الله- قادرون..كما ان الزمالك قادر -اليوم الأحد-على تحقيق نصف الحلم بكأس الكونفيدرالية..تمهيدا للحدث المنتظر ان يكون السوبر الافريقي بين مدرسة الفن والهندسة والنسر الأحمر العريق في مباراة كبرى يسجلها التاريخ.
صالح إبراهيم