لا أدرى ماذا جعلنى أقارن بين حالنا وواقعة حادث رئيس إيران إبراهيم رئيسى، فإن طائرة الحادث متخلفة وإمكاناتها ضعيفة من عشرات السنين نتيجة الحصار الذى يطارد دولة إيران بزعامة دولة أمريكا المجرمة، وهذا الحصار أخذ إيران إلى شئ من التخلف فى نواح تكنولوجية، فى الوقت الذى كان يمكن فيه تمييز الرئيس بوسائل أكثر تطورا مستغلا منصبه، وعاندتها عوامل المناخ السيئة المحيطة بالمنطقة من أمطار وضباب، يضاف لها تشعبات سلاسل الجبال فى ظروف متشابكة من المؤثرات السيئة الطبيعية والبشرية، وأجد أننا محاصرون بنفس الطريقة يارب لاتكون نفس النتيجة، فهناك أزمة حرب غزة التى تستنزف طاقات مصر، وانخفاض دخل قناة السويس 60%، وحصار شعب مصر بسبب ارتفاع الأسعار العالمية والغلاء، وأزمات الأمراض التى أصبحت تحاصرنا، مع مناخ طارد للاستثمار نتيجة سياسات المستغلين والمرتزقة لظروف الشعب والدولة، مما سبب ضغطا رهيبا على الحكومة التى تحاول المواءمة بين حق المواطن وضغوط العالم، وظهر أثره فيما يشبه التخبط فى غياب الحد الأدنى من التعليم والرعاية الصحية الأساسية للمواطن، والذى أصابته النار من كل اتجاه، فالتشغيل أصبح معدوما، والشباب منتشر بالمقاهى المزدهرة بخير شبابنا الجامعيين، فلا عمل أو أمل، يحترقون مع أهليهم من الحسرة والعذاب، إلا من وجد الوساطة، وهى نادرة وحتى الموظفين يعانون التفرقة والازدواجية، فهناك من يتناولون رواتب ومناصب عالية، بينما أقرانهم فى نفس المستوى العلمى أو أعلى يعيشون “تحت البدروم” يعانون الحضيض وعذابه مع أسرهم، يقضون حياتهم انتظارا للحظ الذى لن يأتى أبدا ولا أمل، أو يلتحقون بأكثر من عمل لتوفير الحد الأدنى لمعيشة أولادهم، نتمنى من الدولة الاستيقاظ من هذا الاسترخاء وحشد الجهود للنهوض بالعمل، وليس بمكلمة الإعلام، والتى لا تناسب هذه المرحلة شديدة الصعوبة..نريد لجانا من الخبراء والحكماء، يضعون خططا حقيقية، ليست وهمية، قابلة للتنفيذ ولحشد كل طاقات الشعب وبمراحل محددة ..وتعلن نتائجها دوريا بشفافية لتكتسب المصداقية،، لأن إمكانات مصر كبيرة جدا، ببنما مشكلتنا المزمنة هى سوء الإدارة وتحكم الأشخاص الجهلة والمنافقين فى مسار التنمية، وأن ننبذ فكرة أهل الثقة والمعارف التى أضاعت البلد عشرات السنين وجعلتها ألعوبة فى يد المرتزقة. والأهم أن نفعل القانون على الجميع، لا أحد فوقه، وبغيرها لن تحدث تنمية ونظل فى التخبط بأشكاله، كما حدث مع طائرة رئيس إيران، من حيث التخلف والمناخ السئ والتضاريس الاقتصادية المستحيلة فى مصر. نحتاج بوصلة ورصد دقيق للاتجاه نحو أهداف تنمية المواطن والوطن، فلا مجال للرفاهية المهلكة.